إعلام المريخ.. ميثاق إعلان ثقة ومسؤولية
الصّفوة – ياسر صديق العمدة
يمر نادي المريخ اليوم بمرحلة حرجة تُعد من أخطر المراحل في تاريخه الحديث، مرحلة لم تعد تحتمل صراعًا جديدًا أو تسويات آنية أو حتى تراشقًا بالرأي. نحن أمام واجب جماعي يتصدره الإعلام المريخي بكل منابره، من صحف ومواقع ومنصات وصفحات وقروبات، وكل نافذة تخاطب الجمهور وتنقل نبضه
إن ميثاق إعلان الثقة بين إعلاميي المريخ لم يعد ترفًا، بل أصبح ضرورة ملحّة، ميثاق يضع المصلحة العليا للنادي فوق كل الاعتبارات، ويجعل من “لمّ الشمل، التوافق، والابتعاد عن مناطق الخلاف” خطوطًا حمراء لا يتم تجاوزها. الإعلام هو المحرّك وصانع الرأي العام، فإما أن يقود إلى بيئة إيجابية تصنع الاستقرار وتعزّزه كثقافة، أو يحوّل النادي إلى ساحة صراع عشوائية تعيد إنتاج الأزمات والصراعات وتعقّد المشاكل
ندرك أن تنوّع الآراء ظاهرة صحية، لكن المرحلة الراهنة تستدعي ضبط البوصلة الجماعية نحو هدف واحد هو إنقاذ المريخ وتهيئة الأجواء لتكوين لجنة تسيير توافقية تعيد النادي إلى مساره الصحيح بعيدًا عن الخلافات والشكوك
الإعلام المريخي اليوم مطالب بأمرين أساسيين
أولًا: التنوير عبر توعية الجماهير بأهمية التوافق والتركيز على القضايا الجوهرية للنادي
ثانيًا: الرقابة الإيجابية عبر حث الجهات المسؤولة على اختيار عناصر لجنة التسيير بعناية بعيدًا عن المصالح الضيقة والولاءات الشخصية
ونقترح أن يستند هذا الميثاق الإعلامي إلى خمسة مبادئ أساسية:
- تغليب المصلحة العليا لنادي المريخ، والامتناع عن نشر أو ترويج أي محتوى يغذي الخلافات أو يزرع الفرقة أو يربك جهود التوافق ولمّ الشمل
- الالتزام بخطاب إيجابي ومسؤول يرفض الإثارة والتجريح ويعزز ثقافة التوافق والتسامح والتنازل من أجل الكيان
- توحيد الرسالة الإعلامية بجعل الأولوية هي إنقاذ المريخ وتنوير جماهيره بحقائق الواقع ودقة المرحلة
- دعم تكوين لجنة تسيير توافقية بحشد الرأي الإعلامي لرفض أي ترشيحات محل جدل والمطالبة باختيار الكفاءات المؤهلة الجامعة
- ممارسة الرقابة الذاتية والانضباط المهني بمراجعة كل محتوى قبل نشره احترامًا للجماهير ولدور الإعلام في تشكيل الوعي
هذه البنود ليست قيدًا، بل خارطة طريق لإنقاذ المريخ. إن المريخ الآن في مهب الريح، والمطلوب ليس فقط أن نقف خلفه، بل أن نرتقي إلى مستوى اللحظة التاريخية لنصنع منها نقطة تحول حقيقية نحو الأفضل
فلنعلنها صراحة: الإعلام المريخي مسؤولية كبيرة، وثقافة التوافق والوحدة حول الكيان يجب أن تبدأ من المنصات الإعلامية قبل أن تصل إلى الجماهير. فليكن هذا الميثاق بداية لمرحلة جديدة من الثقة والانضباط والالتزام بالخط المريخي الجامع
المريخ يناديكم.. فكونوا قدر النداء، فكل شيء يبدأ بالكلمة
المريخ وينجو”.
