وسط الرياح

الوفاق المريخي.. فرصة أخيرة لعبور الجسر قبل أن ينهار

عدد الزيارات: 21٬006

474أبو بكر الطيب

نداء للعقلاء والصفوة: المريخ أكبر من الخلافات وأغلى من المناصب

في الوقت الذي أرهق فيه الانقسام جسد المريخ، وأثقل قلبه بحمل الصراعات، جاء بيان “لجنة مبادرة الوفاق المريخي” ليعيد إلى السطح نغمة كادت تضيع وسط ضجيج الخلافات: نغمة الوحدة ولمّ الشمل.

افتتح البيان بآيات من كتاب الله، تذكّرنا جميعًا بواجب الأمانة وفضيلة الاعتصام بحبل الله، وكأنما اللجنة تريد أن تذكرنا أن هذا الذي يحدث لا يُعتبر مسعى رياضيًّا فقط، ولكنه عهد ومسؤولية تاريخيّة أمام الله وأمام المريخاب وأمام الضمير جميعًا.

إشراقات البيان

وضوح الهدف وصدق النية: المبادرة لا تخفي مقصدها، وهو جمع الصف وإعادة الاستقرار المؤسسي والإداري للنادي.

منهجية العمل: اللجنة لم تتحرك عشوائيًّا، بل استندت إلى أسس الوساطة والتوفيق المعتمدة دوليًّا (كقواعد “كاس”)، ما يمنحها شرعية فنية وقانونية.

شفافية التواصل: للمرة النادرة في العمل المريخي، نقرأ توثيقًا دقيقًا لمن تمت مخاطبته، وكيف كانت ردودهم، سواء بالإيجاب أو التحفظ أو الصمت.

خارطة الطريق: المبادئ الأربعة (مجلس وفاقي، توحيد العضوية، لجان مستقلة، انتخابات شاملة) تصلح أن تكون برنامجًا انتقاليًّا متكاملًا لو تم الالتزام بها.

مكامن القلق
لكن الإنصاف يقتضي الإشارة إلى أن الوفاق بطبيعته لا يكتمل بغياب أطراف أساسية، وقد أقر البيان بوضوح أن بعض الشخصيات المحورية تحفظت أو لم ترد.

وهنا يبرز السؤال:

كيف يمكن أن نصل إلى “وفاق شامل” إذا بقي بعض الجسور مهددة بالانهيار؟

ما هو السيناريو البديل في حال تعثرت مساعي إقناع هؤلاء؟ هل ستواصل اللجنة السعي حتى تضمن مشاركة الجميع، أم ستكتفي بمن تجاوب؟

هناك أيضًا مسألة مركز المبادرة القانوني، فغياب تفويض رسمي أو رعاية مؤسسية قد يفتح الباب أمام التشكيك في حياديتها، حتى وإن كانت نواياها صافية.

رسالة إلى الصفوة المريخية
إن ما يميز هذه المبادرة أنها كسرت حاجز الجمود، وأثبتت أن الحوار لا يزال ممكنًا. لكن نجاحها يتوقف على ثلاثة شروط:

الحياد الكامل: الابتعاد عن أي اصطفاف، فالمبادرة إذا فُهمت على أنها أقرب لطرف دون آخر، ستفقد الثقة فورًا.

الإصرار على الشمول: الوفاق الذي يغيب عنه أحد الفرقاء الكبار، هو هدنة مؤقتة لا حل دائم.

توسيع قاعدة الدعم: إشراك جمهور المريخ، وأقطابه في الداخل والخارج، حتى يصبح الضغط الشعبي دافعًا للوحدة.

وقبل الختام:
نقول للجنة الوفاق: لقد أحسنتم في رسم الخطوط الأولى لجسر العبور، لكن هذا الجسر يحتاج إلى أعمدة قوية من الثقة، وإلى أن يسير عليه الجميع بلا استثناء. فالمريخ أكبر من الأشخاص والمناصب، وأغلى من أن يبقى رهينة الانقسام.

وللصفوة نقول: لنتعامل مع هذه المبادرة بروح الدعم المشروط بالجدية والشمول، ولنتذكر دائمًا أن المريخ أولًا… وأبدًا، وأخيرًا، وأن كل خلاف يذوب أمام مصلحة الكيان.

وأهلك العرب قالوا:
“إذا اختلفت القلوب، لم ينفع اتفاق الألسن، وإذا اجتمعت القلوب، أغنى ذلك عن كثير من القول”…

فلنجعل قلوبنا على قلب رجل واحد، ولنجعل المريخ هو الراية التي لا تُنكس، والجسر الذي لا يُهدم، والبيت الذي يسع الجميع مهما اختلفت المشارب وتباينت الرؤى، والمابي الصلح ندمان.

والله المستعان.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..