الحظ عكاز الفاشل وسلاح المنتصر

أبو بكر الطيب
في أي مكان تتعثر فيه القوانين وتغيب فيه المعايير، تتحول القرارات الرياضية الكبرى إلى أوامر عبثية تصدر من جهة غير مؤهلة، وتُمنح على الساحة كهدايا بلا ميزان أو مبررات. ما جرى مؤخرًا في اتحاد الخرطوم هو نموذج صارخ، حيث قررت لجنة التطبيع إلغاء الهبوط، وفتحت الباب أمام قرارات لا تمت بصلة لروح المنافسة النزيهة.
إذا غاب الهبوط… فلا معنى للصعود
المنافسة ليست طريقًا باتجاه واحد، بل ميزانًا متكاملًا بين من يصعد ومن يهبط. ما فعلته لجنة التطبيع قلب هذا الميزان، فخلق حالة من عدم التوازن ستنعكس سلبًا على الأندية عاجلًا أو آجلًا، وتجعل بعض الأندية في مواقع لم تصلها عبر سلم المنافسة الطبيعي.
قرارات بالمزاج والفوضى… ورياضة تناسب الناشئين في الروضة
مثل هذه القرارات تزرع عقلية الاتكال بدل الجهد، وتفتح باب المكافآت الممنوحة من الحق العام على حساب من اجتهد وثابر.
أما ما يجري خلف الأبواب المغلقة، فحدّث ولا حرج… وجوه تحب الظهور كما اعتادت على حساب غيرها لتحمد بما لم تفعل، و”أجاويد” يتدخلون في اللحظات الأخيرة، وكأن تماسك اللجنة مرهون بخيوط واهية، وهي كذلك فعلًا.
وقبل الختام
إن أردنا الخروج من النفق المظلم، فعلينا مواجهة أصل الخلل: لجنة التطبيع التي تجاوزت صلاحياتها وأفرغت مهامها من مضمونها، وتدخلت فيما لا يعنيها، وأعطت نفسها حقًا أكبر من حقها، مما سبب الحرج للجهة التي عينتها وأدخلتها في هذا النفق المظلم، وهي لا تقوى أصلًا على مواجهة الضوء والحقيقة، فزاد الطين بلة.
لكن… لا عيب أن نبارك لمن استفاد، إنما العيب أن نترك هذا الحظ العابر يحكم مستقبل الرياضة.
أهلك العرب قالوا:
هانت الزلابية في اتحاد الخرطوم…
والما عنده حظ يكر الحوت أو يموت.
وتموت الأُسدُ في الغابات جوعًا
ولحم الضأن تأكله الكلاب.
والله المستعان.
