أبو جيبين ظالم أم مظلوم !!

محمد الطيب كبّور

أسوأ ما في هذه الحياة ظلم الناس، والآية الكريمة حذّرت من ذلك، قال الله تعالى في سورة الحجرات: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ” (6).

كثير من الحديث دار بشأن علاقة الأخ أيمن المبارك أبو جيبين بالدعم السريع، وطالته اتهامات عديدة، وخرج أبو جيبين في برنامج مع الزميل أحمد دندش حاملاً المصحف معه، وأقسم عليه أنه مظلوم، وأن لا علاقة له بالدعم السريع.

بالعودة لما قبل الحرب بأيام، استضاف أبو جيبين الصادق خليفة حفتر، وفي احتفال كبير في فندق السلام روتانا تم إعلان نجل حفتر رئيسًا فخريًا للمريخ، وقال أبو جيبين حينها قولته الشهيرة: “ليبيا فتحت”. وبعدها بأيام اندلعت الحرب، وتقدم أبو جيبين باستقالته من المريخ، وغاب عن المشهد تمامًا، وأنا شخصيًا حاولت التواصل معه لاستجلاء الأمر، إلا أنه لم يرد على تساؤلاتي، والتي كانت ستجيب على نبض الشارع المريخي الذي لم يكف عن السؤال لأهمية الأمر.

الظلم ظلمات، وشخصيًا أحاول بقدر الإمكان الابتعاد عن أي أمر قد يدخلني في لوم مع نفسي ومع الآخرين، لأمانة الكلمة، وهذا القلم الذي أقسم به رب الكون، وفي نفس الوقت فإن عملنا يحتم علينا البحث عن الحقيقة، خصوصًا إذا ارتبط الأمر بالوطن وبوجودنا كشعب تم الاعتداء عليه من قبل فئة ضالة مجرمة ارتكبت كل الموبقات بحق المواطنين العزل.

قدم أبو جيبين جهدًا كبيرًا جدًا طوال فترته في رئاسة المريخ، وصرف الكثير، وهذا حقه لا يمكن أن ينكره عليه أحد، ومجتمع المريخ ليس بجاحد. ولكن إذا ارتبط هذا الجهد وهذا الصرف بعدو الوطن، المليشيا الآثمة، فحتماً لن يكون هناك مجال للسماح أبدًا، لأن قضايا الوطن ليست محل مساومة نهائيًا.

موقف أبو جيبين من مبادرة الوفاق غريب للغاية، حيث إنه لم يرد سواء سلبًا أو إيجابًا، ولم يوضح موقفه من المبادرة، وهي ذات طريقته؛ يختفي متى ما أراد، ويظهر متى ما أراد الظهور، ويحيط نفسه بسرية غريبة، وكأنه يخشى الظهور ويكتفي فقط بعدد محدود في التواصل، مما يزيد من علامات الاستفهام حوله.

يهمنا جدًا معرفة الحقيقة حتى تُبنى الآراء بعيدًا عن الافتراضات، والتي تدخل في خانة الظن، وأن بعض الظن إثم، والحقيقة مهما طال الأمد فإنها حتمًا ستكون متاحة، لأن عملية حجبها لن تدوم. وإلى أن تتضح الرؤية، فإن الابتعاد عن التخوين والاتهام بلا دليل واجب.

مجرد سؤال
لماذا نطلق الأحكام قبل معرفة الحقيقة؟