وسط الرياح

إدارة الصراعات.. من المواجهة إلى التوافق

عدد الزيارات: 21٬005

474أبو بكر الطيب

الصراعات أمر طبيعي في أي نادٍ رياضي على مستوى العالم، لكن الفرق يكمن بين من يبني ومن يهدم، وفي طريقة الإدارة.

في نادي المريخ، أخذ الخلاف أبعادًا معقدة، حتى صار مثلث أزمة تتقاطع أضلاعه في ساحة واحدة وفي وقت واحد:

صراع “الأنا” بين رؤيتين مختلفتين لإدارة النادي.

التنافس على المواقع والموارد.

خطاب “الشرعية المطلقة” الذي يتبناه طرف يرى نفسه الأحق في قيادة النادي.

تشخيص المشهد بوضوح:

اختلاف القيم والأهداف: انقسمت الرؤى بين من يرى أن الحل في “فرد منقذ” يقود ويموّل، ومن يعتقد أن المستقبل في العمل المؤسسي المستدام.

تحوّل الخلاف الفكري إلى صراع نفوذ: انتقلنا من النقاش إلى الحرب الباردة، ومن البحث عن الحلول إلى حساب المكاسب والخسائر الشخصية.

ادعاءات الشرعية: هنا مكمن الحساسية، فحين يرى طرف أنه الممثل الوحيد للنادي ويغلق الباب أمام الحوار، فإن فرص التوافق تتضاءل، والشرخ يزداد عمقًا.

لكن… من الإنصاف أن نقول:
إن كل طرف، مهما كانت نواياه، وقع في أخطاء أضرت بالمريخ:

الانشغال بالخصومة بدل البناء.

ترك المسائل المبدئية تتحول إلى معارك شخصية.

غياب منصة موحدة للقرار والمرجعية.

لابد من التوافق والتمسك بالمبادرة:
نحن اليوم أمام فرصة، قبل أن تتفاقم الأمور، أن نعود جميعًا إلى المبدأ البسيط: المريخ قبل الشخوص والمجموعات.

ولذلك، فإننا ندعو – ونرجو – كل الأطراف، بما فيهم من يتمسكون بخطاب الشرعية، أن يجلسوا على طاولة واحدة بروح الانتماء لا روح المغالبة.

لنركّز على القضية لا على الأشخاص.

لنجعل الحوار وسيلتنا الأولى.

لنتفق على إطار قانوني وعملي يضمن الاستقرار.

وقبل الختام:
إن أي انتصار فردي سيكون قصير الأمد، أما التوافق فسيبني إرثًا يبقى.
المريخ ليس منصة لتصفية الحسابات، ولا ساحة لتجارب الأنا، ولكنه بيت يجمعنا جميعًا.

وإذا تحاورنا بصدق، فلن يكون هناك خاسر… لأن الفائز سيكون المريخ وحده.

وأهلك العرب قالوا: “اللّين في موضعه أشد على الخصم من العنف، ومن جمع القلوب إلى كلمة سواء، حفظ البيت من السقوط.”

والله المستعان

 

  • Beta

Beta feature

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..