الوفاق يوحّدنا ويقودنا إلى المستقبل
أبو بكر الطيب
التحية أولًا وأجلّها للجنة التسيير الجديدة التي وقع عليها الاختيار لإدارة نادي المريخ العظيم.
تحمل هذه اللجنة على عاتقها مسؤولية جسيمة، لا تقتصر على تسيير شؤون نادٍ رياضي وإنما تتعداها إلى إعادة الثقة والاستقرار والطمأنينة في قلوب جماهير النادي الممتدة من قلب السودان إلى كل أرجاء الوطن العربي والإفريقي.
إن المريخ وطن كبير قبل أن يكون نادٍ لكرة القدم، وهو كيان عابر للأجيال، اختزن في تاريخه قيمًا عظيمة من التضحية والوفاء والانتصار. هذا الكيان الذي كان دائمًا أكبر من أفراده وأوسع من جماعاته، يعلو بنا جميعًا حين نتوحد خلفه، ويضعف حين نتفرق حول صغائر الأمور.
لقد شهدنا جميعًا، على مر السنين، أن لحظات الاستقرار والوفاق هي التي صنعت أعظم إنجازات المريخ. حين كانت الصفوف موحدة والقلوب متآلفة، كان الفريق يسطع في سماء القارة، يكتب اسمه بحروف من نور ويفرض حضوره وهيبته على الخصوم. أما حين دبّت الخلافات، وتنازعتنا الأهواء، خسرنا الكثير لأن أبناءه شغلوا أنفسهم بالنزاع عوضًا عن البناء. وبالخلاف بدلاً عن الوفاق وبالولاء للأفراد انابةً عن الكيان.
واليوم، ونحن أمام لجنة تسيير جديدة، تتجدد الدعوة: لنطوِ صفحات الماضي بما فيها من خلافات وجراح، ولنجعل من المصلحة العامة قبلةً لخطواتنا. لنجعل من حب المريخ الجامع الذي يوحد صفوفنا، وليكن التسامح زادنا في المسير.
إن الخلافات مهما عظمت، فإنها تصغر أمام عظمة المريخ، وإن الجراح مهما اتسعت، فإنها تلتئم متى صدقت النوايا.
الوحدة هي شعار نرفعه وهي شرط أساسي للنجاح والاستقرار. فبالوفاق، والوحدة تبنى المريخ، ويزدهر الفريق، وتتعاظم البطولات.
وبالتشرذم، يتراجع الكيان وتضيع الجهود، مهما كانت النوايا طيبة.
إننا اليوم ندعو أنفسنا وندعو الجميع أن نضع أيدينا في أيدي بعض، وأن نتجاوز عن الصغائر، وأن نترك الأنا جانبًا، وأن نجعل حب المريخ هو المعيار الأوحد في كل خلاف. فليس من البطولة أن ننتصر في جدال، وإنما البطولة أن ننتصر للمريخ نفسه، أن نجعله الكلمة العليا، وأن نصون مكانته في قلوب جماهيره العريضة.
وأهلك العرب قالوا:
إذا اجتمعت القلوب على غاية، هانت العقبات، وإذا تفرقت، أعجزها أبسط الأمور.
كونوا جميعاً يا بني إذا اعترى
خطبٌ ولا تفرقوا احادا
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا
والله المستعان
