وسط الرياح

زلزال يهز اتحاد الخرطوم.. هل وقف حمار الشيخ عند العقبة؟

عدد الزيارات: 21٬007

474

أبوبكر الطيب

ما توقعناه وحذّرنا منه بالأمس يتحقق اليوم على أرض الواقع: اتحاد الخرطوم يدخل نفق الانقسام المظلم.
الانشقاق الأخير لأحد أبرز أعضاء لجنة التطبيع هو زلزال يضرب اللجنة في مقتل، وتآكلها من الداخل، ليؤكد أن ما بُني على باطل لا يمكن أن يصمد، وأن لغة الإملاء لم تعرف يومًا روح الفريق.

منذ اللحظة الأولى لتشكيل اللجنة، بدت ملامح الضعف جلية: تجاهلٌ لأحكام القضاء، فرضٌ للوصاية على الأندية، وقرارات بلا سند من الشرعية. واليوم، ومع سقوط أول ورقة من الشجرة الكبيرة، يتجلى ما قلناه بالأمس:
أي شرعية تُرجى من كيان لا يعترف بأحكام المحكمة العليا؟

الانشقاق حتى ولو جاء من فرد، فإنه يكشف بداية انهيار كامل. لجنة رُوّج لها كمنقذ فإذا بها تتحول إلى عبء، نشأت لخدمة المصالح الضيقة ولم تقدّم حلًا واحدًا لأزمة اتحاد الخرطوم، وإنما قدمت الترضيات ومكافأة الولاءات، وظهرت ملامحها واضحة في القرارات الأخيرة.

الشارع الرياضي اليوم أمام سؤال مصيري: من يعيد الانضباط إلى المشهد؟ هل وزارة الشباب والرياضة، عبر المجلس الأعلى، الذي لم يعد أمامه ما يبرر الصمت. فإما التدخل العاجل وتنفيذ أحكام القضاء، أو الانزلاق إلى فوضى أوسع تهدد مستقبل الرياضة بالعاصمة.

ويبقى السؤال الأشد مرارة: كيف ننتظر إصلاح رياضة الخرطوم بأيدٍ لم تعرف طريق الاستقامة بعد؟ الإصلاح الحقيقي لن يبدأ إلا حين يتجرد القائمون على الرياضة من شهوة المناصب والمصالح الضيقة، ويعيدوا الاعتبار للقانون والمؤسسات.

أما إذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن الخرطوم ستظل أسيرة دوامة الانقسامات، بلا بوصلة ولا اتجاه.

وأهلك العرب قالوا:

إذا كان الغراب دليل قومٍ
مرّ بهم على جيف الكلاب
فلا وصل القوم ولا وصل الغراب

والبباري الحداد بمشي الكوشة…

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..