وسط الرياح

صقور الجديان… ملحمة العزيمة والإيمان في قلب “الشان”

عدد الزيارات: 21٬004

474

أبوبكر الطيب

تاريخ كرة القدم السودانية فيه لحظات لا تُقاس بالنتيجة بعد نهاية المباراة، ومن تلك اللحظات ما نعيشه هذه الأيام، فعلينا أن نقيس ما يزرعه في قلوبنا صقور الجديان من إيمان وفخر وعزة. وما يقدمه منتخبنا الوطني اليوم في بطولة أمم إفريقيا للمحليين “الشان” من ملحمة متجددة تُكتب بمداد العزيمة والروح القتالية.

دخل صقور الجديان هذه البطولة وسط ظروف يعلمها القاصي والداني: غياب الإمكانيات، قلة المعينات، وتراكم التحديات. لم يكن أحد من أشد المتفائلين يتوقع أن يصل منتخبنا إلى هذه المرحلة المتقدمة، لكن اللاعبين قرروا أن يجعلوا من المستحيل ممكنًا، وأن يحولوا الألم إلى قوة واليأس إلى أمل والإحباط إلى عزيمة.

لقد أثبتوا أنهم قوة لا تُقهر ولا تُكسر، وأنهم بروحهم الجماعية يقاتلون من أجل شعار الوطن، ويضحون في سبيله. إنهم يحملون رسالة واضحة تقول: نحن أبناء السودان، وجنوده لا نلين ولا ننكسر ولا نهزم.

وها نحن اليوم نقف أمام الجزائر، خصم عريق يلعب في ظروف مختلفة وله تاريخ طويل في هذه البطولة. قد يرى البعض أن المهمة شبه مستحيلة، لكنها في أعين صقور الجديان ليست سوى فصل جديد في قصة طويلة من التحدي والإصرار. فمن صنع المعجزات أمام ظروف أقسى، قادر على أن يكررها أمام أقوى الخصوم.

أما الإعلام الرياضي السوداني، فمسؤوليته في هذه اللحظة مضاعفة. ليس دوره فقط نقل الأخبار والنتائج، بل أن يكون أيضًا شريكًا في رفع الروح المعنوية، وبث الثقة، وإبراز الصورة المشرقة لهذا الجيل من الأبطال. فالكلمة قد تصنع الفارق، والرسالة قد تكون وقودًا إضافيًا في معركة الميدان.

اليوم لا نقف متفرجين، وإنما نقف صفًا واحدًا خلف منتخبنا، داعمين ومشجعين، نهتف معهم، ونشد من أزرهم. إنهم يلعبون باسم الملايين ويحملون على أكتافهم طموحات أمة بأكملها.

نعم، نعلم أن المباراة قد تكون صعبة، لكن التاريخ يحدثنا أن الأبطال يولدون من رحم الشدائد، وأن المستحيل ينحني أمام الإيمان الصادق والإصرار الحقيقي. وبإذن الله، كما فعلوا منذ بداية البطولة وحتى الآن، إنهم قادرون على إثبات أن العزيمة أقوى من الظروف، وأن السودان لا يعرف المستحيل.

كلنا ثقة أن يفوز صقور الجديان على الجزائر، في مباراة ستُحفر في ذاكرة البطولة، ويُكتب فيها فصل جديد من مجد السودان الكروي.

واهلك العرب قالوا:
“إذا غامرتَ في شرفٍ مروم، فلا تقنعْ بما دون النجوم.
ومن لم يحب تسلق الجبال، عاش أبد الدهر بين الحفر.”

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..