أبو عاقلة أماسا
* بعد نتائج أمس بفوز بلوزداد وتعادل المريخ وخروجه، سيبدأ البعض في تحسس عقلانيتهم، ليتحدثوا للمرة الأولى بلهجة غير التي اعتدنا عليها، بعد أن يتخلصوا من عبارة “ما وقتو” البليدة، وجزء آخر سيندفعون للتعبير باندفاع من أجل تصفية الحسابات، وسيلتقي الجيشان في الفضاء الإسفيري لتدور معركة الهرج والمرج، بالهجوم على المجلس والدفاع عنه، وبمرور الزمن وعودة الفريق وبداية المباريات المحلية، سيعود الهدوء دون أدنى تقييم لما جرى، ودون أن نحدد مواطن الخلل ونعالجها، وتدور الدوائر ونعود في الموسم القادم لنبدأ في بناء أحلامنا بذات الطريقة والمكونات ونوقد من جديد “نار العويش”، وهكذا نهدر السنوات ما بين الصراعات الفارغة وكيمان المصالح لتلك لعصابات، المعتادة أن تساند الأفراد على حساب النادي وقيمه.
* راعي الضان في الوديان، يعرف أن المنظومة الهجومية لفريق المريخ بدأت في الإنهيار منذ مغادرة الغربال، ومنذ بدأ بكري المدينة في العد التنازلي وعجزت الإدارة في التعامل معه، ومنذ سيناريو مغادرة تيري الذي كشف هشاشة الأوضاع الإدارية في النادي، ومنذ أن تعرض التش للإصابة مرتين ومع ذلك لم يتحرك أهل المريخ لوضع البديل، ليجنبوا الفريق ويلات هذه النتائج الحرجة والخروج المتكرر من البطولات الإفريقية، ولأن الشيء بالشيء يذكر فإننا نحصد ثمار الصراعات الإدارية التي طالت واستطالت، وطمست كل ملامح الاستقرار وأثرت في بناء الفريق بالشكل الذي يضمن له التماسك!.
* خطورة ما يجري الآن أن “مشروع” مجلس الإدارة في فريق الكرة، لم توضع فكرته على أساس إستراتيجي وعلمي ممنهج، فقط اختاروا المدرب ومنحوه فرصة إستجلاب لاعبين من جنسيته، فتعاقد مع 4 بمبلغ تجاوز المليون دولار، وقد أثبتت هذه التجربة بأن العلة ليست في انعدام التمويل، بل في الطريقة التي يتم بها انتقاء العناصر التي يتم التعاقد معها، فكانت النتيجة محبطة للغاية، فكيف يتعاقد نادٍ مع مهاجم عمره 34 سنة بنصف مليون دولار ويفشل ذلك المهاجم في إحراز أهداف أو إضافة لأداء الفريق، فالمبلغ ذاته كان سيحل المعضلة بمهاجمين شابين من منتخبات إفريقيا للمحاين!.
* صحيح أن هنالك تغيير تم على مستوى الإدارة العليا، حيث ذهب رئيس وجاء آخر جديد، لكننا بدأنا البنيان من الصفر وأعدنا ارتكاب ذات الأخطاء القديمة بالكربون، والمحصلة بالأرقام أن الفرق بين الموسم السابق والحالي نقطة فقط لا غير، لا تقولوا لي أن المظهر كان أفضل هذه المرة فهذه البطولة تعتمد على النتائج وليس على المظهر..!!
* ما يزعج في مجلس المريخ أن أعضاءه من الرئيس وحتى ممثل الشباب، لا يتحدثون عن رؤية شاملة لإدارة النادي، لتأخذ الأمور بجدية وحزم وتضع الحلول لكل المشكلات المستوطنة في النادي بكل الملفات، ومعظم أنصاره يرفعون شعار “نحن مع أبجيبين وضد حازم” رغم أن الموضوع انتهى بالإنتخابات، لكن يبدو أن هناك فواتير لم تسدد بعد خصمًا على المريخ وإستقراره!
حواشي
* ما لم نبنِ الفريق برؤية فنية متكاملة، تأخذ في الاعتبار مواصفات اللاعبين وخاناتهم في الملعب وتوزيعهم بشكل يراعي التكافؤ، فإن الاجتهاد في بقية الكماليات لن يفيد!
* لا يمكن أن تهمل الخلل الذي ضرب المنظومة الهجومية للمريخ خلال ثلاثة أعوام، لتحدثنا عن معسكر فخم وإنفاق وغيره!
* الهدف الذي أحرزه مهاجم الترجي في مرمى المريخ مؤلم، أكثر من هدف أحرز ذات مرة في مرمى فريقنا ونحن نلعب في دوري الفصول بالمدرسة، كانت الكرة ضربة مرمى لصالحنا لكن المفاجأة إن مدافعنا سددها بطريقة لم تضع سرعة الرياح في الحسبان فاستدارت وعادت ركنية، وأحرز منها الخصم هدفًا!
* المشكلة أن مدافعنا ذاك كان من أفضل المدافعين، ولاحقًا لعب في الدوري الممتاز!
* هذا الهدف رغم أن طريقته التي كانت كابوسًا ربما حرم عددًا من المريخاب النوم، لكن ينبغي أن لا يكون سببًا في تحطيم حمزه داؤود!
* البرازيلي ماتوزينهو وظيفته صانع ألعاب، لكنه لم يصنع أي شيء، وبالأرقام فإن التكت كان أفضل منه ومن دون 350 ألف دولار!
* بعض المريخاب يتحدثون عن لاعب غالي الثمن، يحدث الفارق وموصفاته لا تقل عن الذين تتعاقد معهم الأندية السعودية، في حين أن الصواب أن يتحول التفكير نحو التعاقد مع أفارقة متميزون نصطحبهم للبطولات الكبرى ونحقق معاهم طموحاتنا!
* حتى المرتزقة الذين اعتادوا التكسب من المريخ، سواءً من انتخاباته أو قروباته قد استغلوا طموحات بعض المرشحين لمجالس الإدارات وجمعوا منهم المليارات، حتى هؤلاء يبحثون عن مكانة في هذا النادي، عجبي!
* رحم الله أمين مال النادي الأسبق محمد فقيري عدلان، فالبعض كان سيزور السجون مع هذه الأفعال وهذا التكسب من المريخ!