سحب الصلاحيات.. نهاية مخيبة للآمال
أبو بكر الطيب
منذ اليوم الأول لتكوين لجنة التطبيع، كان واضحًا أن ميلادها لم يكن طبيعيًا ولا بريئًا. فجاءت تحت شعارات براقة عن “حماية الأندية وإنجاح فترة التسجيلات والإصلاح الإداري”، ولكنها سرعان ما انكشفت على حقيقتها: بسحب صلاحيات نائب الرئيس للشؤون الإدارية ومنحها لعضو آخر، في خطوة لا تخلو من سوء نوايا، مدبرة لتؤكد أن داخل اللجنة نفسها من يعمل وفق مخطط مرسوم بدقة لخدمة مصالح محددة.
بداية الانقسام.. قبل أن تبدأ المسيرة
هذه السابقة الخطيرة لا يمكن وصفها بإجراء إداري، وإنما هي إعلان مبكر لانقسام داخلي داخل اللجنة. فالقرار يشي بأن هناك مجموعة تفرض رؤيتها وأجندتها وسياستها الخاصة بعيدًا عن المؤسسية، وتتحرك لتنفيذ أجندة شخصية تصب في مصلحة جهة معينة، غير عابئة بما يترتب على ذلك من تصدعات تهدد استقرار اللجنة.
وليس بعيدًا أن نشهد في الأيام المقبلة مزيدًا من الاحتقان والمواجهات، ليس بين اللجنة وأهل الرياضة فحسب، ولكن بين أعضائها أنفسهم، لأن منطق الإقصاء لا بد أن يولد ردود فعل معاكسة من الداخل قبل الخارج. وقد بدأت بالفعل الاحتجاجات الرافضة للانقلاب.
وكأن الانقسام وحده لا يكفي، حتى أتبعت اللجنة ذلك بقرارها الأغرب: تقليص فترة التسجيلات إلى يومين فقط في الأسبوع.
أي تناقض هذا؟ وأي منطق ذاك؟ أليست فترة التسجيلات نفسها هي الذريعة التي صدّعت بها اللجنة رؤوسنا عند ميلادها؟ كيف إذًا تُختزل اليوم في يومين، فيضيع معها حق الأندية الصغيرة والمتوسطة، ويُفتح الباب أمام الفوضى والتمييز لصالح أصحاب النفوذ؟
لجنة التطبيع في قفص الاتهام
لقد صار واضحًا أن هذه اللجنة:
• تفتقر إلى المؤسسية: قراراتها ارتجالية، بلا شورى ولا دراسة.
• تتقاطع داخلها الأجندات: انقسامها الداخلي نذير شؤم، يهددها قبل أن يهدد الأندية.
• وتفشل في أول اختبار عملي: بتقليص التسجيلات، نسفت أهم مبررات وجودها.
الإصلاح لا يكون بالترقيع
النقد الذي نوجهه ليس للتشفي ولا للمعارضة الفارغة، وإنما نريد وضع النقاط فوق الحروف، فالإصلاح الحقيقي لا يُدار من خلف الكواليس ولا يُبنى على تصفية حسابات داخلية. إذا كانت اللجنة صادقة في نواياها، فلتتراجع عن قراراتها الخاطئة، ولتعيد لنائب الرئيس كامل صلاحياته، ولتفتح باب التسجيل خمسة أيام، ولتحتكم إلى المؤسسية بدلًا من الأجندات الخفية.
وقبل الختام :-
لجنة التطبيع بدأت بخطوات مرتبكة، وستنتهي بكارثة إن استمرت على هذا النهج وإلى نهاية مخيبة للآمال، فالذي يولد من رحم الانقسام، لا يمكن أن يقود إلى الوفاق. والذي يرفع شعار حماية الأندية، ثم يضيّق عليها، لا يُنتظر منه خير، ولا يُرجى منه شيء.
وَأَهْلُكَ الْعَرَبُ قَالُوا:
ردوا وقالوا لبعضهم احنا افترقنا اكيد
يخيب الله أملهم الشر بره وبعيد
نجم وقمره بسمانا نبض بشتا ولا صيف
احنا قدرنا هوانا ليه نتفارق وكيف
والله المستعان
