الرأيمقص المرمى

كفاية تخدير

بدرية عبد الحفيظ

أكثر ما يزعجني هو الحديث المكرر والسناريو الواحد، للإعلامين والجمهور والإدارة، والذي بات محفوظًا لنا عن ظهر قلب، عقب كل خروج للفريق من دوري أبطال إفريقيا، والشماعة هي أن سقف الطموحات ارتفع، وأن كونه وصل إلى هذه المرحلة فهذا إنجاز كبير، وأن المدرب لم يمنح فترة كافية للإعداد، وأن اللاعبين لم ينسجموا حتى الآن، إلى جانب إصابات الفريق ومحدودية الخيارات، والكثير من المبررات الفطيرة التي لا تقنع طفلًا رضيعًا ناهيك عن جمهورٍ يضم أغلب الفئات.
فالتعلموا أن للصبر حدود، وأن الفشل الذي أصبح سمة تلازمنا لابد أن نفارقه بلا عودة، وأن علينا أن نجمع الأسباب وأن نصلح ما تبقى علينا إصلاحه.

يعيش نادي المريخ واحدًا من أصعب مواسمه، تحت قيادة المدرب البرازيلي هيرون ريكاردو، الذي يدرك أكثر من غيره ضرورة تصحيح المسار لما تبقى من موسم 2023- 2022، لإنقاذ بقية المسابقات المحلية، كما نأمل أن تتم مساعدته قليلًا في الموسم القادم على ما ينوي القيام به في سوق الانتقالات،لكن دون أن نترك له الحبل على القارب.

يجب أن يخطط ريكاردو منذ الآن، لإحداث ثورة حقيقية في تشكيلة الفريق خلال منافسات الدوري الممتاز، وأمامه فترة كافية قبل انطلاق مسابقات الموسم المقبل، بالأخص للبطولة المحببة والأغلى في القارة دوري أبطال إفريقيا، وأن يعمل على إعادة الفريق للمنافسة التي اعتاد على التفوق فيها، والتي لن يكتفي الجمهور منها ببلوغ الفريق إلى نصف النهائي فالطموح مشروع.

على الرغم من أزمة النتائج الكبيرة بسبب العقم الهجومي الذي ظل يعاني منه الفريق، وعلى الرغم من تصريحات أعضاء مجلس إدارة النادي، بأنها منحت كافة صلاحيات مسألة الإحلال والإبدال للمدرب البرازيلي، الذي على الرغم من رأينا السالب فيه إلا أننا نتمنى أن يمنح فرصة يثبت لنا فيها أننا كنا مخطئين، وأن يكفر عن خطأ الخروج من المجموعات في هذا الموسم، بإحدث تغييرات على مستوى التشكيلة وخطة اللعب والتكتيك الذي سيتبعه مستقبلًا.

ما سر تراجع المريخ؟

بالعودة إلى المواسم الماضية، كان الفريق “الأحمر” على مقربة من تحقيق كل شيء، حيث عاش الفريق موسم تاريخي بالمنافسة في كافة البطولات المحلية والقارية، بعد الترشيح المحفور في ذاكرة الصفوة للفوز بالابطال عام 2015، وذلك الظهور المشرف للمريخ وإقصائه لعمالقة القارة السمراء، بداية من الترجي ومرورًا بسطيف والعلمة ونهاية باتحاد العاصمة.
هذا يقودنا الي أن البطولات لن تتحقق بالأحلام والتمني بل بالتخطيط السليم المدروس، والعمل على تهيئة بيئة محفزة على الإبداع بتأهيل ملعب الرد كاسل في أسرع وقت ممكن.

بالإضافة إلى انتداب لاعبين قادرين على صنع فرق بلا سقف محدد للتسجيلات.

عودة المجموعات التشجيعية والروابط للتنافس في ابتكار أساليب جديدة للتشجيع.

انصراف أعضاء مجلس الإدارة للعمل كلًا حسب تكليفه، بدلًا من تداخل الأدوار والعشوائية التي أنتجت حنق الأعضاء تجاه بعضهم البعض حتى لو ادعوا العكس.

مجلس منتخب أكمل ما يقارب 5 أشهر لم يجتمع سوى مرتين، ومع ذلك يصدر قرارات هامة تتطلب رأي الاغلبية، وهذه النقطة بالتحديد أهم من جميع ما ذكر .

انتهى موسم الأبطال بخيباته، وأمامنا الآن ملف الدوري المحلي ولا خيار سوى الظفر بلقب الدوري.

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..