محمد الطيب كبّور
سيؤدي المريخ مباراتين في الدوري الممتاز بعد غدٍ ثم في 25 مارس الجاري، وبعدها سيطير الفريق إلى القاهرة لأداء آخر استحقاقات دوري أندية الأبطال الإفريقية، وفق برمجة ضاغطة جدًا ستجبر الزعيم على لعب مبارياته المؤجلة بفاصل زمني ضيق جدًا لايتعدى الـ 72 ساعة، يعقبها سفر بعد أداء المريخ لجولتين في الممتاز ولا وقت لالتقاط الأنفاس، وعقب مباراة بعد الغد سيكون أمامه مباراتين إحداهما محلية والآخرى إفريقية، مما يعني أن الفرقة الحمراء لن تنعم بالراحة أبدًا وفق هذا الماراثون، والذي سيتواصل بالسفر للمملكة العربية السعودية للمشاركة في كأس الأندية العربية، وفاتورة ذلك باهظة الثمن لأن المريخ قد يفقد الدوري بعد أن ضيق الفارق بينه وبين الهلال، وباتت الأمور في مقدور لاعبي المريخ دون انتظار أي هدايا من بقية أندية الممتاز.
برمجة مثل هذه تجعل الفريق يلعب بطريقة الطوارئ، لأن الجهاز الفني يضطر كثيرًا لتغيير خططه لفقدانه أحد العناصر التي يعتمد عليها، ويفقد أحيانًا أكثر من عنصر كما حدث للمريخ في نسخ سابقة من الدوري الممتاز، والفريق أصلًا سيفتقد خدمات 9 عناصر دولية تم استدعائها للمنتخب الوطني، مما يعني أن المريخ سيعتمد على عناصر معينة للإيفاء باستحقاقات الدوري الممتاز، مع وضع أن الدورة الثانية للممتاز تشهد إرتفاعًا دوافع جميع الأندية في الاعتبار، لأن الدورة الثانية هي مرحلة الحصاد وجميع الأندية تركز عليها جيدًا، والآن سيتواصل المارثون الصعب بأداء 3 مباريات في وقت وجيز، مباراتين لحساب الدوري الممتاز ومباراة إفريقية، وعلى السيد ريكاردو أن يعلم أن التفريط في الدوري الممتاز بعد الخروج الإفريقي لن يكون مقبولًا نهائيًا.
الحسنة الوحيدة التي ستفرزها هذه البرمجة الضاغطة، إتاحة الفرصة لعناصر أبعدها البرازيلي في الفترة الماضية، ونأمل ان يستثمروا فرصة المشاركة هذه في تقديم أفضل ما عندهم، حتي يتعرف ريكاردو علي امكانياتهم بشكلٍ أكبر، وإذا كانت هناك معاناة للمريخ في الدوري الممتاز فهي حتمًا ستكون في خط الدفاع بعد فقدان عناصره الأساسية بانضمام الخماسي كرشوم، ونمر، وحمزة، ومازن محمدين، وبخيت خميس للمنتخب، مما يعني أن دفاع المريخ جميعه يسجل غيابًا.
أكثر وضوحًا
هذه الوضعية التي يعيشها المريخ الآن، سببها خروج القلعة الحمراء من الخدمة، مما أجبر المريخ على لعب مبارياته خارج السودان وبالتالي تراكمت عليه الإستحقاقات، مما يعرض اللاعبين للإرهاق وهو بالطبع وضع صعب جدًا يخصم من المريخ بينما يضيف لمنافسيه الكثير.
الدوري الممتاز بدون ناديي القمة فقد رونقه وأصبح باهتًا جدًا، وناديا القمة يشكلان في الحقيقة ملح المنافسة، ومع غيابهما فإن المنافسة تفقد متابعيها وتفقد قيمتها نهائيًا، والكثيرين تركوا بالفعل متابعة المنافسة مما أصابها بالبوار، إلا من بعض المباريات التي لديها جمهور خاص في الولايات.
انتقدنا مشاركة المريخ في البطولة العربية لأنها أتت خصمًا على أشياء كثيرة، منها أنها سببت مزيدًا من الضغط على المريخ، وبعيدًا عن أن الموافقة نفسها على اللعب في الدور التمهيدي فيه تقليل وجهل لمكانة المريخ، ولكن لم يهتم أحد ولو برفع احتجاج للاتحاد العربي لتغيير طريقته هذه، إذًا بحسب رأيي فإن الانسحاب هو الخيار الأفضل.
عودة الحياة لدار نادي المريخ من خلال تنفيذ البرامج الاجتماعية، من شأنه أن يعيد المريخ للزمن الجميل، وهناك الكثير من المقترحات في الأيام القادمة، من أجل مواصلة البرامج الاجتماعية والثقافية في نادي المريخ، خصوصًا ونحن مقبلين على الشهر الكريم.
مجرد سؤال
متي يُصحح هذا الوضع الغريب؟