شكوى رئيس اللجنة القانونية .. هل بدأ صراع العناكب؟

أبوبكر الطيب
تقدّم السيد حسن بخيت محمد سعيد، سكرتير نادي الشاطئ بكوستي، بشكوى رسمية إلى لجنة الانضباط بالاتحاد السوداني لكرة القدم، ضد نائب رئيس الاتحاد ورئيس اللجنة القانونية، متوكل عباس عقيد “الزنجي”.
الشكوى تتهم “الزنجي” بانتهاك النظام الأساسي للاتحاد، بعد أن أصدر قرارًا بتمديد دورة مجلس إدارة الاتحاد المحلي بكوستي. وأوضح الشاكي أن القرار صدر باسم اللجنة القانونية، رغم أنها لم تُشكَّل بصورة كاملة بعد، كما أن صلاحياتها – وفق النظام – تقتصر على تقديم المشورة لمجلس الإدارة، لا إصدار القرارات التنفيذية.
ويرى السيد السكرتير أن ما جرى يمثل تجاوزًا خطيرًا يهدف إلى “تمكين شخصي”، ويصادر حق الجمعية العمومية في اختيار إدارتها. وطالب لجنة الانضباط بإلغاء قرار التمديد، مع توقيع العقوبات اللازمة على نائب الرئيس. كما لفت إلى أن الخطاب المرفق بالقرار يثير شبهة وتساؤلات عديدة حول صلته بالأمين العام للاتحاد مجدي شمس الدين.
ورغم كثرة التجاوزات التي ارتكبها رئيس اللجنة القانونية، لم يتحرك مجلس الاتحاد العام لاتخاذ أي إجراء أو إصدار بيان رسمي، في سلوك يتناقض مع مسؤولياته وواجباته. وكما يقولون: “إن أضان الحامل طرشة”، فبينما كان يُفترض أن يكون الاتحاد مؤسسة حامية للنظام والعدالة، بدا وكأنه يلتزم الصمت، تاركًا الباب مفتوحًا لمزيد من الفوضى.
ويذهب مراقبون إلى أن بعض أعضاء الاتحاد ما زالوا يعيشون نشوة الوصول إلى مقاعد السلطة، بينما جرى اختيار آخرين بعناية لأداء أدوار محددة، مع منحهم الحوافز المناسبة لضمان ولائهم. وفي ظل هذه المعادلة، تبدو اللجان المختلفة داخل الاتحاد مجرد واجهة صورية، لا وزن لها ولا تأثير.
ولعلّ ما يعزز هذه الرؤية حوادث سابقة أثارت جدلاً واسعًا، أبرزها معاقبة رئيس اتحاد الخرطوم السابق بالإيقاف لمدة خمس سنوات، ثم قضية مدرب نادي الأبيض في الدوري الممتاز. تلك القرارات صدرت بطريقة اعتباطية، دون مراعاة لمبدأ العدالة أو المسؤولية المؤسسية.
الآن، تتعالى الأصوات عن خلافات داخلية وبوادر انقسام في صفوف الاتحاد، وهو أمر غير مستبعد، إذ أن بيت العنكبوت – وكما يقول المثل – “أوهن البيوت”، وفي داخله يجوز ما لا يجوز في غيره.
اتحاد.. يصمت دهراً وينطق كفراً
إن ما يحدث داخل الاتحاد السوداني لكرة القدم هو انحدار خطير يهدد كيان المؤسسة برمّتها. وإذا استمر الحال على ما هو عليه، فإن كرة القدم السودانية ستظل رهينة لمطامع شخصية وصراعات لا علاقة لها بالرياضة أو العدالة.
وأهلك العرب قالوا:
فساد الراعي، ضياع للرعية. وليس أدلّ على حال اتحادنا اليوم من واقعٍ: إذا صمت اتبوم، وإذا نطق إتلوم.
والله المستعان.
