أبو عاقلة أماسا
* ما كنت أريد أن أسترسل في التعليق، على مبادرة حقيبة رمضان والصور التي انتشرت في الأسافير، لرئيس المريخ ونائبه وهما يمسكان بكرتونة عليها شعار النادي، وكنت أريد أن أكتفي بنقد محدود للصورة وليس المبادرة والفعل، فأن يبادر نادي المريخ بمساعدة المحتاجين، أو أي فرد مقتدر في مجتمعه فهذه لفتة تستحق الإشادة بل والإحتفال، لأن الإحساس بالغير تعتبر من مراقي المقامات الإنسانية، وقد مر على المريخ شخصيات كان الواحد منهم يقوم بدور مؤسسات إنسانية متكاملة، ولم نر صورة لأحدهم مع شخص يتلقى منهم مساعدة، وأترحم هنا على روح الأخ حسن عبدالسلام حمد الإزيرق، وقد كان في مثل هذه المواسم يبادر بالخيرات، يزور المريض ويطعم الجائع ويوزع حقائب رمضان على المحتاجين دون أن يعرف أحد، وكذلك جمال الوالفي الذي مهما اجتهد الناس لحصر ما كان يقدمه للمجتمع فإن المحصلة ستكون أقل من الحقيقة، ومن المؤكد أن هناك من يحصي العمل الطيب ويجزي به!
* أنا انتقد شكل الصور وتضارب الأخبار المنشورة في الوسائط، ففي أول خبر قرأت أن حقيبة رمضان أعدت بتمويل كامل من رئيس النادي أيمن أبو جيبين، وتطرق الخبر إلى تفاصيل شملت حتى المحتويات ووزن الكرتونة نفسها، ثم جاء البعض ليتحدث عن مسؤولية مجتمعية، وهي العبارة التي ظل يرددها رئيس النادي أيمن أبو جيبين، وبصراحة نحن بحاجة إلى العودة لأصل العبارة ومعناها، أو إعادة تعريف المسؤولية المجتمعية ماذا تعني؟ وماهي المؤسسات المطالبة بدور تجاه مجتمعاتها؟ حتى لا يكون الموضوع مجرد خم وصر وصرار!
* أيمن أبو جيبين رجل طيب أنا على ثقة من ذلك، فمعرفتي به قديمة وتعود لمنتصف التسعينات، أي قبل أن تظهر عليه علامات الدعة والثراء، كما تابعت مراحل تشكله كرئيس، وإن كان هنالك مخاطر تحيط به فهي حماسه الزائد أولًا، وتبنيه لأفكار تهتم بمظاهر الأشياء وتهمل جوهرها ثانيًا، وهو يتسرع في الكثير من القرارات والأفعال ويقدم على أشياء ستكون نتائجها المستقبلية كارثية ثالثًا، فالإنطباع الأولي الذي يجتاح أي شخص يرى صورة رئيس المريخ الرجل الثري وهو يحمل كرتونة رمضان ويقدمها للمحتاجين لن يكون مريحًا، ويختلف عن قراءة خبر مقتضب فحواه أن الرجل قام بتوزيع حقيبة رمضان!
* مجلس المريخ إذا كان رئيسه أبو جيبين أو حازم أو سوداكال أو غيرهم، مطالب أولًا برفع قيمة النادي من حيث المباني والمعاني، بحيث يرتفع كإسم إلى مستوى مؤسسة ناجحة اقتصاديًا واجتماعيًا، ومن ثم يفكر المسؤولين عنها في المسؤوليات تجاه المجتمع البعيد، ففي هذا النادي عمال وموظفون يعانون من الظلم، حيث لا تكاد مرتباتهم تكفي للمواصلات، وديون متراكمة وديار هجرها الأحباب، وحتى الليالي الثقافية النمطية التي كانت تقام قبل سنوات، ونعتبرها مجرد إعلان لوجود المريخ رغم أنه مؤهل لقيادة عمل ثقافي تتحدث عنه المجتمعات المجاورة، حتى ذلك النشاط الثقافي الروتيني المحفوظ قد انقرض، بعد أن هجر الناس الواقع وسيطرت الثقافة الهتافية على كل شيء!
* إن أسوأ ما يهدد مجتمعات المريخ في أيامه هذه هو سيطرة المرتزقة، الذين يتولون ابتذال الأشياء وتتفيه الأمور المهمة وفرض الاهتمامات الهايفة على المجتمع، وعندما تتحدث عن أمور تصب نحو مؤسسية النادي، وكيف تصبح المؤسسة عملاقة وتنمو وتتطور، فإنهم يحورون الموضوع ويمارسون “الجخ” المعتاد، وتتفاجأ بأن الفكرة قد تحولت إلى جدال بين فريقين، أحدهما يهاجم زيد والآخر يدافع عن عبيد، ومواضيع الجدال دائمًا لا تخرج عن الأسماء “جمال الوالي، سوداكال، حازم، والآن أيمن أبو جيبين”، وهذا الشكل من التفكير يهدف إلى تضخيم هذه الأسماء وتقزيم المؤسسة، وهو ما حدث ويحدث على مر الزمان، ومعروف أن الأسماء إلى زوال وتبقى الأفكار إن هي وجدت، ومع هذه المنعرجات فمن الإستحالة أن نتحدث عن مستقبل هذا النادي بمعزل عن الأفراد، وهذه علة بنيوية وفكرية يجب أن نتخلص منها!
حواشي
* كنت أتمنى أن يتحدث الناس عن تنظيم أفضل لهذه الفكرة، بحيث تعكس مظهر أفضل للمريخ وليس…
* في معرض رد وتوضيح أبو جيبين، قال أنها ليست “صدقات” حتى نستبعد منها مسألة التصوير والشو، بل هي جزء من المسؤولية المجتمعية للنادي.
* حقيقة إحترمت توضيحه، مع أن المعروف عن نادي المريخ أن اسمه كما خطه الرعيل الأول هو “نادي المريخ الإجتماعي الثقافي الرياضي”، بمعنى أن للمريخ مجتمع يتشكل من قدامى لاعبيه وإدارييه ورواده ومشجعيه، ومسؤولية تنظيم هذا المجتمع هي الأولى، فما حدث الآن أن المريخ قد رفع سقف المبنى قبل أن يشتغل في الأساس والجدار.
* بعض الشخصيات المحيطة بالرجل، يصورون له أن كل فكرة نقدية توجه له إنما هي استهداف منظم لشخصه، ولا أحد ينحاز لفكرة النقد حتى لا يزعل منهم!
* هذه الأشياء مكررة وممجوجة استمرت مع كل الرؤساء، وأذكر أيام محمد إلياس محجوب وماهل أبو جنة كنا ننتقد الفعل وتحزن الحاشية، وفي المساء عندما ندخل النادي يقابلنا الرجل ويبدو مقتنعًا بما نطرحه من رأي!
* اختلف الزمان واختلطت المعايير في نفس المكان واختلفت الشخوص، وبعد أن كانت اللغة السائدة هي المحبة والإحترام، تبدل الحال وأصبح لا صوت يعلو فوق صوت المال والهتافات.
* هل يفهم كل أعضاء مجلس إدارة المريخ ماذا تعني المسؤولية المجتمعية؟ وهل هم موجودون مع الناس؟ وهل طرح الأمر في إجتماعاتهم وقتلت بالبحث والنقاش؟ أم هم متفاجئون ومذهولون مثلنا؟
* الميكروفون عندكم أفراد الجزء المبتور من هذا المجلس.
* مر اليوم الثالث من شهر رمضان المعظم ولم يتطرق أحد لليالي الثقافية، كما مرت عدة شهور دون أن نسمع بأي نشاط ثقافي بنادي المريخ.
* أخشى أن يكون صديقي هيثم كابو قد هاجر إلى أستراليا ونحن آخر من يعلم، أو ربما سافر إلى مناطق التعدين!
* أصحى يا كبكب!