الرأيزووم

محلك سر!

أبو عاقلة أماسا

* أصبحت على قناعة بأن المريخ سيظل في محطته هذه لفترة طويلة، على الأقل حتى يقيض الله للطيبين فيه رجالًا يحملون مزيجًا من محاسن السابقين وجرأتهم، في التعامل مع معطيات الواقع الذي أصبح يتعقد كل يوم أكثر، وسوف نستمر على هذا النسق كثيرًا، نبدل الأسماء في كل مرة دون أن ننتبه لأننا ندور في فلك الأشخاص، بذات السلوك الذي كان في السابق سببًا للخيبات التأريخية، لا نبدي أي قدرة على طرح مشاكل المريخ دون أن نلبسها ثوب الشخصنة، ولا نناقش قضايا النادي بمعزل عن الأشخاص، ولا نقول أن ذاك الفعل خطأ ومقابله ذاك الفعل صواب، دون أن نختبئء خلف زيد أو عبيد من الأثرياء!
* ذات المعارك المستنسخة منذ عشرين سنة، نطرح قضية المؤسسية والأخطاء المكررة، فيتصدى لنا بعض الحاشيات ليحوروا الموضوع من قضية تمس كيان المريخ وتصب في مصلحته، إلى اتهامات بإستهداف الريس فلان والمجلس الفلاني، وبعض المسميات التي تحشر في الموضوع لزوم المزايدات، مثل كلمة “معارضة” التي تُطلق جزافًا على الشخص الذي ينتقد دون التركيز على النقاط التي يطرحها، والعبرة في كل هذا تتلخص في أن هناك فئة في هذا النادي، تتمسك بالأشخاص أكثر من تمسكها بالنادي الذي جمعه بهذه الأسماء، فمثلًا قالوا من قبل أننا معارضة لمجلس محمد إلياس محجوب، فذهب الرجل وجاء جمال الوالي وبدأ بداية من تحت الصفر، فساندناه عندما كان البعض يتصل بنا ويسألنا ده من وين؟ فنتمسك بمبدأ إتاحة الفرصة لأي شخص أراد أن ينزل ساحة العطاء، ولكن عندما حقق جمال الوالي طفرات ونجاحات كبيرة في المنشآت وأصبحت له قاعدة كبيرة من القبول، ضاق البعض من نقدنا الذي كان يتناول نقاط محددة ذات صلة بألف باء الإدارة والمؤسسية، ومن أجل أن يعبر المريخ إلى ساحة الاستقرار الدائم أسوة بالأندية والمؤسسات الرياضية الكبيرة، وفي كل مرة نطرح فكرة في ذات الإطار، يتصدى حماة الأفراد فيحوروا الموضوع إلى معركة للهجوم على فلان والدفاع عنه، حتى أصبح هذا الأمر مجال أكل عيش وتكسب للبعض!
* الأشخاص زائلون وهذه سنة الله في الأرض، وتبقى الأفكار والأفعال التي تغذي المؤسسات وتنميها وتقويها، لتغدو عملاقة أو لتمضي في القهقرى وتنهار، وقد ذهب جمال الوالي وفشل من خلفه في المحافظة على ما أنجزه فعدنا بالمريخ من الصفر، كل ما ظهرت شخصية ثرية نسارع في إختصار المريخ بكل تاريخه، لنضعه في جيب أو قل في غرفة الوافد الثري فيأخذ جولته ويمضي في حال سبيله، ومع كل جولة نخسر الكثير من الثوابت ونصدر لأنفسنا المزيد من القلق وعدم الاستقرار!
* كل الأندية الكبيرة تبنى بحزمة القوانين، والعادات والتقاليد التي تنسجم مع فكرة التطور، وليس ثمة ما يمكننا اكتشافه أو اختراعه أو ابتكاره في مسألة الإدارة الرياضية، والعالم من حولنا قد وصل إلى أبعد ما يمكن بالعلم والبحث والتجربة، ولا يعقل أيها السادة أن نعيد تجارب الناس التي أجروها منذ مائة عام، لنصل في النهاية إلى ذات النتائج التي توصلوا إليها في ذلك الزمان، ومؤكد أننا سنكون متأخرين عن العالم حولنا بقرن كامل، وستكون النتيجة مختلفة إذا اطلعنا على الأندية الكبيرة “الأهلي، الوداد، الرجاء، والترجي وصن داونز” على سبيل المثال لا الحصر، لنرى ماذا فعلوا كي يتميزوا؟ كيف يفكرون؟ كيف يديرون التعاقدات؟ كيف يستثمرون؟ كيف يطورون مواردهم؟ ومن ثم نقارن بما نفعل نحن ونرى أين نقف، ثم نبدأ مشوار التصحيح.. وبهذا النهج سنتطور سريعًا.
حواشي
* صراحة تمنيت لو أن فكرة كبسولة الزمن كانت واقعية، ليركب بعض المكاجرين ويسافر إلى العام 2030، ويهبط في نادي المريخ بالعرضة ويستطلع الأجواء، لن يجد معظم الأسماء المسيطرة الآن بل سيجد وجوهًا جديدة وربما عقولًا جديدة، ولو وجد ذات الأفكار التي تسيطر الآن فأخشى أنه لن يجد المريخ نفسه!
* أتمنى أن نبلغ مرحلة أو نرتقي إلى مقامات نناقش فيها قضية تطوير المريخ، بمعزل عن زيد وعبيد من الناس!
* هم يحرصون على الشخص بينما نريدهم أن يفكروا في “الفعل”، وترسيخ فكرة أنه لا أحد كبير على النقد، طالما كان من منطق هذا صحيح وذلك خطأ!
* إذا حرص الناس على المؤسسية سننتفض من الملل، ويصبح العمل في إدارات المريخ جاذبًا بدلًا من كونه طارد وخانق ومنفر!
* إذا ضاق الإداري ذرعًا بالنقد ومع ذلك فعل الصحيح فهو المستفيد الأول، والنادي سيستفيد من التصحيح أيضًا.
* ولكن الإداري نفسه سيضيق أكثر بالمطبلاتية والتطبيل عمال على بطال، وذلك عندما تنوء أحمالهم عليه فيهرب ويغادر المنصب!
* بعض إداريي المريخ من السابقين والحاليين يبالغون في الأنانية، ملف قطاع الشباب كنموذج، بعضهم يريد منا أن نتحدث بإسهاب وجرأة عن التجاوزات التي حدثت في رحلة قطر، وينكرون علينا اهتمامنا بإيجابيات الرحلة والإحساس الطيب الذي تركته لدى مريخاب قطر!
* ومع إن في ذلك إلغاء لتقديرات الصحفي للأشياء، مع أننا وقفنا مع القطاع السابق، وكررنا الإشادة بالجهد الذي كان يبذله رفاق جعفر سنادة، في وقت كان البعض مشغولًا بمعارك أخرى!
* كنا نرى الكثير من السلبيات ونغض الطرف عنها، ليس خوفًا من أحد وإنما اعترافًا بضرورة إتاحة الفرصة للتصحيح.
* لم أكتب عن مخالفات رحلة قطر قبل أن أرى موقف مجلس الإدارة الرسمي، وهل سيفتح باب التحقيق ويعلن النتائج على الملأ، أم سيدفن الرؤوس في الرمال وتمر الأمور وكأن شيئًا لم يحدث؟
* نطالب بتشكيل لجنة تحقيق لتوضيح الحقائق، فإما أن أفراد القطاع مذنبون فيعاقبوا أو إنهم أبرياء ويعلن ذلك على الملأ، فالموضوع حساس ولا يحتمل هذا التغبيش!

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..