تسجيلات المريخ.. الطموح والمخاطرة
تسجيلات المريخ تعكس حجم التحديات التي يمر بها النادي فقد مضت لجنة التسيير في طريقها ونجحت في إبرام تعاقدات عديدة خلال فترة التسجيلات الأخيرة، تجاوز عدد المحترفين الجدد فيها ثمانية لاعبين، مع احتمالات لزيادة العدد. خطوة بهذا الحجم لا يمكن أن تمر مرور الكرام، فهي ما بين من يراها قفزة شجاعة تعكس طموح اللجنة، ومن يعتبرها مغامرة محفوفة بالمخاطر.
التفاؤل والانتقاد
المتفائلون يرون أن تسجيل هذا العدد الكبير من اللاعبين كان ضرورة حتمية بعد أن فقد الفريق عموده الفقري وعددًا من ركائزه الأساسية، وأن ضخ دماء جديدة يمنح المريخ القدرة على المنافسة إقليميًا، ويؤكد أن الفريق لا يزال حيًا وقادرًا على الصمود والتنافس.
لكن على الطرف الآخر يقف فريق آخر من النقاد والمتابعين، مشددين على أن كثرة المحترفين قد تتحول إلى عبء مالي وفني، خاصة في ظل توقف الدوري السوداني، ما يجعل تقييم مستوياتهم صعبًا، ويؤخر عملية الانسجام داخل الملعب. هؤلاء يرددون أن الاستقرار الفني أهم من الصرف المالي، وأن الكم لا يغني عن الكيف.
المعضلة الحقيقية
المعضلة الكبرى لا تكمن في التعاقدات نفسها بقدر ما تكمن في السؤال: أين سيلعب المريخ بهذا العدد الضخم من اللاعبين؟
فغياب الدوري المحلي يجعل كل مشاركات الفريق خارجية، سواء في البطولة الأفريقية أو العربية، وهما منافستان عاليتي المستوى، لا تعتمدان على الطموح وحده ولكن على توفر عناصر كثيرة من الانسجام والتحضير المستمر.
التجربة السابقة حين شارك المريخ في الدوري الموريتاني العام الماضي أثبتت أن الانضمام إلى دوري إقليمي قد يكون حلًا عمليًا. صحيح أن المستوى لم يكن في القمة، لكن الفريق استفاد من الاستمرارية، وحافظ على جاهزيته، وهو أمر أفضل بكثير من الركون إلى التدريبات فقط.
بين الطموح والواقعية
إن تعاقدات بهذا الحجم تتطلب بيئة تنافسية حقيقية، وإلا تحولت إلى تكديس أسماء بلا مردود.
ماديًا:
العقود مع المحترفين تحتاج إلى موارد ثابتة لضمان الاستقرار.
فنيًا:
الانسجام والتجانس لا يُبنى بالكلام، وإنما بالاحتكاك والمباريات.
معنويًا:
إن جماهير المريخ لن تقبل بخيبة جديدة بعد كل هذه الآمال المعقودة.
إداريًا:
إن أي فشل محتمل سيحسب على لجنة التسيير، التي وضعت نفسها في مواجهة مباشرة مع سقف توقعات الجمهور.
وقبل الختام
الرهان كبير، والمغامرة محسوبة بدقة أو متهورة — سيحكم عليها الملعب وحده. لكن ما هو مؤكد أن المريخ بحاجة إلى حلول عملية، مثل تجربة الدوري الإقليمي، لتجنب مصير مجهول في حال الخروج من المنافسات الأفريقية والعربية لا قدر الله.
وأهلك العرب قالوا:
التفاؤل يمكن أن يساعدك في استعادة إيمانك بنفسك ومقدراتها
المقامرة هي الاعتقاد بأن كل شيء جميل، بما في ذلك ما هو قبيح.
والله المستعان

