وسط الرياح

روتانا تطبيع الخرطوم وما زال العرض مستمرًا!

عدد الزيارات: 21٬005

474

أبو بكر الطيب

يبدو أن لجنة تطبيع اتحاد الخرطوم لكرة القدم قد قررت أن تلعب دور البطولة في فيلم طويل من فوضى القرارات وعبثية الإدارة.
ففي الوقت الذي ينتظر فيه الشارع الرياضي نهاية هذا المشهد المأساوي، تخرج علينا اللجنة – بكل هدوء وثقة زائفة لتعلن عن تكوين لجان جديدة وكأنها اتحاد شرعي منتخب، متناسية أنها نفسها تفتقد لأبسط مقومات الوجود القانوني!
يا للعجب!
كيف لمن لا يملك الشرعية أن يمنحها؟
وكيف للجنة مؤقتة، منتهية الأجل، أن تُصدر قرارات تتجاوز صلاحياتها، وكأن النظام الأساسي كتب بالحبر السري الذي لا يُقرأ إلا في مكاتبها!
قرارات بلا شرعية.. وتوجيهات من “الخارج”!
المفارقة المؤلمة أن رئيس لجنة التطبيع ونوابه ومعظم أعضائها يقيمون في مصر منذ اندلاع الحرب، ولم يفكروا في العودة إلى الخرطوم بعد، رغم أن العاصمة لا تزال تعاني من آثار الحرب والدمار، وتفتقد أبسط مقومات الحياة الطبيعية.
فكيف تُدار كرة الخرطوم عن بُعد؟
وكيف تصدر القرارات من شقق القاهرة ومقاهيها بينما الملاعب في الخرطوم خاوية إلا من الغبار والجفاف والتصدع
اللجنة تصدر التوجيهات وكأن الخرطوم مجرد فرع خارجي لمؤسستهم!
وكمان تُلزم الأندية بتوفيق أوضاعها خلال خمسة أيام فقط، وكأنها “وزارة وصاية” لا لجنة مؤقتة جاءت لمعالجة أزمة.
إدارة مركبة مكنة اصلية.. وبوعي إداري مفقود
من يتابع قرارات لجنة التطبيع، يلحظ بوضوح غياب الرؤية والفهم الإداري.
الأغلبية فيها تتعامل بمنطق “منصب اليوم خيرٌ من محاسبة الغد”،
وهي بذلك تزيد الأزمة تعقيدًا وتضع مستقبل اتحاد الخرطوم على كفّ عفريت .
قرارات مرتجلة، تشكيل لجان بلا سند قانوني، وغياب تام للرشد المؤسسي الذي يُفترض أن يكون أساس أي عمل إداري.
إنها لجنة تُدار بالمزاج لا باللوائح، وبالولاءات لا بالكفاءات.
ومع ذلك، يتحدثون عن النظام والقانون وكأنهم أول من سنّه وآخر من يطبّقه!
الأيادي الخفية.. ومن يحرك المشهد؟
كل هذا العبث لا يمكن أن يحدث صدفة.
من الواضح أن هناك أيادي خفية تحرك خيوط اللعبة من خلف الكواليس،
تحاول الإبقاء على اللجنة في مواقعها لضمان استمرار نفوذ معين أو مصالح خاصة.
وإلا، ما الذي يدفع لجنة منتهية الصلاحية للبقاء والتصرف كأنها “السلطة الشرعية” الوحيدة في الخرطوم؟
كنا ننتظر الاستقالة.. فجاءنا العرض الجديد من روتانا
كنا ننتظر من لجنة التطبيع أن تُنهي هذا المشهد بإعلان استقالتها المشرفة بعد أن بدأت بالفعل استقالات بعض أعضائها، فظننا أن الوعي قد عاد.
لكن الصدمة كانت أكبر:
اللجنة المترنحة تُعلن فجأة عن تكوين لجان جديدة!
مشهد لا يخلو من عبث، يستحق أن يُعرض على شاشة “روتانا تطبيع الخرطوم”،
تحت عنوان :الفوضى
بطولة جماعية… وما زال العرض مستمراً!”
رسالة إلى الأعضاء الجدد
إلى الذين قبلوا التعيين في هذه اللجان:
قبل أن تفرحوا بالألقاب والمناصب، تذكّروا أن التاريخ لا ينسى.
ارفضوا أن تكونوا شهود زور على تجاوزات إدارية وقانونية تُسجل في سجلات العار الرياضي.
لا تجعلوا أسماءكم تُذكر في فصل من فصول العبث، انسحبوا بشرف قبل أن يسحبكم الغرق إلى القاع.
وقبل الختام :-..
يا لجنة التطبيع،
الشرعية لا تُمنح بالتعيين، ولا تُكتسب بالختم والتوقيع،
ولكنها تُولد من رحم القانون والقبول العام.
وقد فقدتم الأولى، ورفضكم الناس فخسرتم الثانية،
فبأي منطق تستمرون؟
الرحيل بشرف أكرم من البقاء بالباطل،
وإلا فانتظروا –

وأهلك العرب قالوا :- –

الجن بداوى كعب الاندراوى

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..