حلفا لم ينجح أحد

أبو بكر الطيب
المشهد
بينما يحتفل طلاب الشهادة الثانوية السودانية بنجاحهم، وتعيش الأسر أجواء الفرح والنتائج بين ناجحٍ وراسب، خرج رئيس لجنة المسابقات محمد حلفا ليجلس هو الآخر على مقعد الامتحان الإداري الأصعب في تاريخه — امتحان بداية الموسم الرياضي الجديد”.
لكن النتيجة هذه المرة كانت مختلفة تمامًا:
لم ينجح أحد!
قرارات فوقية بلا تشاور
برنامج الموسم الذي أعلنه حلفا جاء خاليًا من أبسط مقومات الدراسة الواقعية، وكأن اللجنة تعيش في كوكبٍ آخر.
قرارات فوقية، غياب للتشاور، وتوقيت لا ينسجم مع ظروف البلاد من حربٍ وضائقةٍ اقتصادية وتعطّل للملاعب والأندية.
فهل المطلوب من الشارع الرياضي أن يُصفّق لجدول مباريات بينما الميادين مهدّمة، والأندية مشتّتة، واللاعبون ما معروف محلهم وين ولا أمل في أمل لقياهم ؟
القرار في جوهره لم ينبع من رؤيةٍ فنية أو قانونية، ولكن كالعادة نابع من محاولة لتثبيت الوجود الإداري وإثبات الحضور، لا أكثر.وحب الظهور
ولو وُجدت دراسة علمية أو تشاور حقيقي مع الأندية، لما خرج البرنامج بهذا الشكل المخجل
أسئلة لا بدّ لمحمد حلفا من إجاباتها
كيف يبدأ موسم جديد والأندية لم تُكمل توفيق أوضاعها وتعود لديارها وتجمع اطرافها المشتتة ؟وتهيء نفسها
وكيف نضمن عدالة المنافسة في بلدٍ تتفاوت فيه الظروف بين ولاياتٍ آمنة وأخرى منكوبة؟وثالثة مفقودة ؟
أليست هذه الأسئلة أولى بالإجابة من تحديد مواعيد المباريات وافتتاح البطولات؟
وأين المريخ والهلال؟
ثم نأتي للسؤال الذي يشغل الجميع:
أين يضع حلفا المريخ والهلال من حساباته بعد إعلان مشاركتهما في الدوري الرواندي؟
هل تمت مخاطبتهما رسميًا؟وحزفهم من جدول المنافسة؟
وهل سيُعدَّل البرنامج ليتماشى مع غيابهما، أم أن المسابقات ستمضي وكأنهما غير موجودين من اساسه ؟
ويا أفكاتو المسابقات، إذا كان مريخ وهلال خارج الدوري، فكيف سيلعب الدوري أصلًا؟
هل ستُعاد نفس قصة “الاستثناء” التي ظلمت الأندية الموسم الماضي؟
أم عندك يا أفكاتو مخرج جديد لكل كَبّة تطبّ في وش الاتحاد؟
طبع شغل السمكرة ياهو تخصصكم
سؤال عن الفيفا والقانون
وبرضو نسأل يا حلفا:
هل آمنت الفيفا خلاص؟
ولا لسه خطر العقوبات قائم والسيناريوهات مفتوحة على كل الاتجاهات؟
كم من مجلس أطاحت به الفيفا، وكم من اتحاد استيقظ على قرار حلٍّ وتعيين لجنة تسيير.
القضايا الماثلة أمام المحكمة بدأت جلساتها أمس وتستمر حتى الرابع من نوفمبر، وكان الأولى بك أن تتريّث وتقرأ المشهد كاملًا قبل القفز إلى إعلان موسمٍ جديد في بلدٍ لم تتعافَ بعد.
وقبل الختام
فهل يتعظ حلفا؟
أم يُصرّ على خوض موسمٍ يتحمّل مسؤوليته وحده، ويضيف فصلًا جديدًا من فصول الفشل الإداري المزمن، حيث “لم ينجح أحد” من لجانه القانونية التي لم تُفلح يومًا في شيء سوى تدوير العجز؟
إنّ نجاح الموسم الرياضي لا يُقاس بموعد انطلاقه، وإنما بمدى جاهزيته، وعدالته، واحترامه للواقع.
وإنّ أول دروس الإدارة أن تعرف متى تقول نعم ومتى تنتظر.
فإن لم يتعلم حلفا الدرس بعد، فالأيام كفيلة بأن تلقّنه إيّاه…
ولكن — بثمنٍ باهظ يدفعه الاتحاد والكرة السودانية
وأهلك العرب قالوا :
من استعجل الشيء قبل أوانه، عوقب بحرمانه.
والله المستعان
