
بابكر سلك
كل فارس لا بد أن يترجل عن جواده، هذه سنة الحياة، ما دوامه.
وقد يكون الفارس قادرًا على النزال، لكنه اختار رايةً أخرى يقاتل لأجلها وتحت لوائها، وده في زمن الاحتراف وارد ومقبول.
وتفيد الأنباء أن “سيما” رفض التجديد، إن صدقت تلك الأنباء، فهذا يعني أن “سيما” قد اختار رايةً أخرى يقاتل تحت لوائها، وبمفهوم الاحتراف من حقه.
فقد يكون ما دفعه لذلك أنه يرى أن القيمة المعروضة عليه للتجديد بسيطة أو لا تناسبه، أو أن أحدهم قدّم عرضًا لا يقارن بعرضنا، وهنا يأتي الفكر الاحترافي فارضًا نفسه على الوضع بكل عقلانية.
وأيًّا كان السبب، سواء كان اعتزالًا أو تغيير راية.
فإن الرجل يستحق الشكر على الفترة التي قضاها بين ظهرانينا.
وإن كان الأمر عدم رغبةٍ منا في التجديد له لأسباب تعلمها الإدارة، فهنا نقف برهةً بعيدًا عن أي عواطف.
أنا لا أميل للحكم على من غادرنا أو من قل عطاؤه معنا، أو من رغب في فراقنا أو من تمرّد علينا خلال الحقبة الماضية،
لأني أرى أن أفعالهم كانت مجرد رد فعلٍ لفعل، والفعل الحقيقي كان سوءًا إداريًا وجنونًا فنيًا خياليًا وشُحًّا في المال وميلًا في الحال، ولا يُعقل أن يكون العقاب على رد الفعل لا على الفعل ذاته.
ففي الفترة الماضية، نحن كمشجعين راودتنا فكرة (نجلي الفكرة) من شدة اليأس، ونحن نسمع بأخبار الإهمال والشح في موريتانيا، و(الجرورة) في كل الاحتياجات.
أما إذا كان قرار الاستغناء فنيًا في المقام الأول، خشمي عندي، ولكن هذا لا يمنع من شكر (سيما) على ما قدمه معنا ولنا خلال فترته معنا.
ولن ننسى له أهدافه الحاسمة، ليست فقط أهدافه في الهلال أو الأهلي القاهري أو غيرهما، بل كل أهدافه كانت جميلة، تنم عن مهارةٍ وحرفنةٍ وفن.
نذكره بأهدافه الجميلة والتزامه نحونا، لم تكن الأهداف من مطلوباته، ولكنه جاد بها.
و(سيما) شأنه شأن معظم الموهوبين، يكون الانضباط هاجسًا لهم، لأنهم لا يعرفون قدر مهاراتهم.
وإن كان (سيما) يريد أن يواصل مشواره الكروي بعيدًا عنا، ندعو له بالتوفيق، وأوصيه أن يدرك قدر نفسه، ويجعل الانضباط والالتزام هدفًا أمامه.
(سيما) وإن توقيعك هذه المرة سيكون الأخير
وبمناسبة التوقيع الأخير دي
قبل الحرب بشوية مشيت أجدد رخصة القيادة
عملوها عشرة سنين
قلت للضابط يعني ده آخر تجديد؟
قال لي ليه؟
قلت ليه: لو عشت تاني عشرة سنين باقي ليك بسوق؟؟؟
أيها الناس،
إن تنصروا الله ينصركم.
أها
نجي لي شمارات والي الخرتوم
كان شفت يا والينا
الجواز عمره بقى عشرة سنين
رخصة القيادة عشرة سنين
ولو تعرفوا البينا
مفروض تعملوهن سنة سنة يا والينا
أو تعيدوا للورثة رسوم باقي السنين إن حصل أمر الله فينا.
ننساك كيف والكلب قال كان كترتوا بقولوا ليكم جيبوا شهادة حياة…. البشهد ليكم منو؟
وإلى لقاء.
سلك

