وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم… أين أنت؟

أبو بكر الطيب
كلنا متابعون لما يدور في الساحة السياسية وما يتعرّض له الوطن من انتهاكات واعتداءات، وما تتعرّض له مدينة الفاشر في هذا الظرف الذي تتقاذف فيه البلاد أمواج المحن، وينزف الوطن من خاصرته، لا يزال السيد وزير الشباب والرياضة بولاية الخرطوم عوض حامد يعيش في عزلةٍ عن الواقع، كأنه في وادٍ غير وادي الناس، ووسطٍ لا يشبه هذا الوطن الجريح.
أين صوتك يا سيادة الوزير؟ وأين موقفك من العبث الذي تمارسه لجنة التطبيع باتحاد الخرطوم، وهي لجنة تفتقد الشرعية، وتمضي بخطى متخبطة تتجاوز كل حدود التكليف المؤقت الممنوح لها، لتتحوّل إلى سلطة أمرٍ واقع تُدير وتُقرّر وتُعلن عن بطولات كأنها اتحاد شرعي منتخب؟
لقد أصدر القضاء حكمه، وأكّد بإيقاف وتجميد اتحاد الخرطوم إلى حين الفصل النهائي في القضية أمام المحكمة، ومع ذلك ما زالت تمارس عملها، وتتمادى في تجاوزاتها، وكأنها فوق القانون، بينما الوزارة — وهي الجهة المسؤولة عن الإشراف والرقابة — تلتزم صمتًا مطبقًا لا يليق بمقامها ولا بمسؤولياتها.
أيُّ منطقٍ هذا يا سيادة الوزير؟
هل يُعقل أن تُقام منافسات دوري تأهيلي في وقتٍ تقاتل فيه قواتنا المسلحة دفاعًا عن الوطن؟
أليس في نفسك قدرٌ من الحياء أمام جراح هذا الشعب الذي يئنّ؟
كيف تُدعى الجماهير المنهكة إلى مدرّجات الملاعب لتشجيع مبارياتٍ لا معنى لها، بينما بيوت الوطن تُشيّع أبناءها كل صباح؟
لقد تجاوز الأمر حدود الرياضة ليصبح استخفافًا بالوجدان العام، وسخريةً من عقول الناس، واستهانةً بالقانون الذي يُفترض أنك أول حُرّاسه.
إننا نطالبك باتخاذ مواقف تقوم بواجبك فقط — أن تضع حدًّا لهذا الانفلات القانوني، وأن تُعيد الأمور إلى نصابها الطبيعي.
فالمسؤولية هي الحضور ساعة الواجب، وقد غاب حضورك حيث كان يجب أن تكون أول الحاضرين.
يا سيادة الوزير،
الشارع الرياضي كله يتساءل:
هل الوزارة عاجزة؟ أم أنها تُساير الخطأ خوفًا من مواجهة الحقيقة؟
إن صمتك لم يعد يُفسَّر بالحكمة، وإنما يُقرأ كشهادة سكوتٍ على باطلٍ ظاهر، وسكوت الوزير في مثل هذه الظروف الحرجة مهما كان لا يُعدّ حيادًا، وإنما نعتبره تواطؤًا بالصمت.
أوقفوا هذا العبث، قبل أن يأتيكم الحكم ببطلان ما تُشرعنونه الآن بأوهام الصلاحيات، فالزمن لا يرحم من يتقاعس عن واجبه.
ولتتذكر يا سيادة الوزير أن القانون لا ينام، وأن كل قرارٍ مخالف سيعود عليكم غدًا بالمساءلة، حين تُسأل: أين كنت؟ وماذا فعلت؟
وأهلك العرب قالوا: “من نام عن حقه لا يلومنّ من سرقه، ومن سكت عن الخطأ صار شريكًا في ارتكابه.”
والله المستعان.
