أبو عاقلة أماسا
* كالعادة خرجت القمة من محفل المشاركات الخارجية بخفي حنين، حيث جاءت مشاركتهما كما هي في قصص “الجودة والتدريب”، وهما في الأصل عاجزان عن الوصول لنقطة يمكن أن نقيم فيها الجودة، وليس هناك قناعة بأننا نجري تدريبًا يمكن أن نستفيد منه، وكلاهما قد أنفق ملايين الدولارات وبذل جهدًا خرافيًا ومظهريًا، لكنه انهزم في التفاصيل الدقيقة لأنهما انشغلا بالمظهر أكثر.
* الأوضاع في المريخ معقدة، لدرجة أننا غير قادرين على تمييز الصحيح وما ينبغي أن يكون، والغثاء والهراء الذي يتوجب علينا محاربته، وفي كل يوم يتعقد المشهد ويزداد غموضًا، يضاهي غموض الشخصيات التي تتولى إدارته الآن، فلا أحد يتحدث عن مشروع طموح يمكن للمريخاب أن يلتفوا حوله، ولا أحد يستطيع أن يقدم رؤية متكاملة للإرتقاء بنادي المريخ، إبتداءً من أيمن أبو جيبين نفسه الذي يؤكد كل يوم إنه بصدد تجربة فطيرة، تهتم بالكلام وتلتزم جانب “الكم” في كل ما يعمل، لكن في النهاية فإن تجربته لا تخرج من تجارب السابقين، وهي بإختصار بناء مجد شخصي قائم على تقييم عاطفي ينحاز عادة لمن يدفع، بينما يكون الميراث الحقيقي على الأرض نادٍ منهك ومستنزف إداريًا وربما فاشل مؤسسيًا.
* أما الهلال وبعد كل ما أنفقه من مال، فقد أهدر فرصة تاريخية ربما لن تتكرر مرة أخرى، والكابوس الحقيقي الذي سيعيشه جماهير الهلالء هو أن ركلة الجزاء التي أهدرها لاعبه أطهر الطاهر، كانت ستدخله عبر اوسع الأبواب في تاريخ جديد، ويمكننا الاتفاق أن إدارة نادي الهلال قد اجتهدت في تغيير الواقع، لكنها انهزمت في التفاصيل الدقيقة.
* الأهم من ذلك أن ما اجتهد العليقي وأخلص فيه، تفعله معظم أندية القارة المعروفة كروتين موسمي بلا كلل أو ملل، بل هو الفعل الطبيعي عندهم مع جودة أعلى في إدارة العملية كلها، من تعاقدات وأفراد ولاعبين ومنافسات ودوائر تنظيمية إدارية، وبعض تلك الأندية تفعل نفس الشيء منذ خمسة أو عشر سنوات، والفرق بيننا وبينهم هو أن “المشروع” هناك شيء يؤمن به جميع المنتميين للنادي، وهو مشروع النادي وليس مشروع فرد واحد مطالب بالقتال من أجله والدفاع عنه، والسعي لإنزاله إلى أرض الواقع.
حواشي
* هنالك خلل مرعب في منظومة الناديان الكبيران، وفي بعض المفاهيم الرئيسية للكرة السودانية.
* في المريخ هنالك مشكلة في كابينة القيادة، ومن هو الخبير فيهم ببواطن الأمور، ومن الذي تسعفه خبرته لتمييز الصحيح من الخطأ؟ فمعظم الظاهرين ما هم إلا مجتهدين فقط، قد ينجحون عن طريق الصدفة لكنهم يفشلون في العادة.
* تعاقد المريخ مع ريكاردو وأربعة لاعبين من الجنسية البرازيلية كان سلاحًا ذو حدين، والحد الأخطر هو ما أصبح واقعًا الآن.
* أربعة لاعبين كبار في السن، لنفترض أن مستوياتهم كانت أعلى وأردنا أن نجدد معهم كيف؟* مع ضخامة المسؤولية الملقاة على عاتق مجلس المريخ المنتخب، يتحدث بعض الأعضاء عن التهميش ناسيين أن المجال هنا مجال إبداع، ولو كنت محدود القدرات فلن تلحق بالقطار.
* قبل التعاقد مع البرازيليين الأربعة، كان المريخ لديه فريق متميز من المحليين، تحيط بهم ثقة الجماهير من كل جانب.. وتدفعهم الرغبة في المنافسة والمشاركة لكي يبدعوا، وما حدث الآن هو أن الثقة قد اهتزت، ولو تعاملت الإدارة بالتقييم الانفعالي الذي نقرأه في القروبات، فسوف يكون هنالك شطب جماعي يهدم كل المبني.
* المريخ يحتاج إلى إضافات نوعية، تقوم على رؤية فنية ومواصفات عالية، وأي عبث قد يخلف كارثة في الفريق!