المريخ وحكومات الظل!
د. طارق عوض سعد
أكثر ما يؤرق الشعوب من أسقام تقهر بنية الدولة الحديثة، أن تستظل الحكومات بظلال غير مرئية تتقدس بمعتقداتها وتعتد بأفكارها.
بحيث لا يبقى للحكومة المنتخبة أو المغتصبة كيفما اتفق، أثر في إدارة دفة الدولة.
ومع الأسف فهناك إسقاط سافر جدًا لهذه المقولة على بلاط الشأن المريخي.
مجلس ثلاثي الأبعاد، وحتى هذه الثلاثية ليتها كانت تملك قرارها، لتظل عين الناقمين وهيطة فقط في كيفية درء آثار تناقض بيت قصيد الجسد الواحد.
الناس دي كلها شافت وسمعت تصريح الأخ أيمن أبو جيبين انعدام المؤسسية بناديه، وإنه لن يستطيع الصرف لوحده، وما انفكت دهشتنا تبارح مكانها حتى أكرمنا النائب الأول للشئون الرياضية بقوله: “نحنا كده العايز يشتغل معانا حبابو والما عايز بنعين بجبج مكانو”.
الشاهد أن التحليل الوحيد لهذه التصريحات “الروووووووب”.
بيد أن حكومات الظل ما كانت ترى غير
يا زول إنت ماشي كويس
الأمور كلها مرتبة
البنك السعودي
إلخ…
الغريب إنه قد تبدّى لهم سقر السقوط المبكر، الذي بدى جليًا في قفزهم الموارب من السفينة الغارقة.
في ظني لو كان ثمة نصيحة نقدمها لهذا المجلس فهي أن عليه يفطن لتلك الأجسام الملتصقة به بغية مصالحها الشخصية لا مصلحة الكيان، ولست نطاسًا يجبر الجروح المنوسرة، بقدر ما أنا ناصح َمراقب ومثلي كثر، وعطفًا على مريخيتي وواجبي تجاه إخوة لي على سدة المجلس، تربطني بهم علائق شتى أقواها خوة النجم الثاقب، مما يستوجب مناصحتي لهم قبل فوات الآوان.
أن أعينوا أنفسكم على قول الحق حتى على أنفسكم، وأن جادلوا ولكن بالتي هي أحسن.
كونوا حكومة المريخ المنتخبة القوية، حتى لا تسقطوا من أعين ناخيبكم.
الأجساد الكبيرة لا تحتملها ظلال المجال والورق.
أصدروا قرارتكم لكن تحملوا مسئؤليتها.
من المعيب أن تتلقى مؤسسة بحجم مجلس إدارة نادي المريخ، قراراتها من خارج منظومة المجلس.
والأعجب والأدهى والأمر من ذلك، إننا وهم وكلنا جميعنا أصبحنا ننتظر تنظير العرابين الجدد والقدام، ونتوقع بل نتيقن من أن قرار المجلس لن يخرج من استعراب العرابين.
معركة ذات القوارير مقدورٌ عليها.
وتذمر بعض عضويتكم من التهميش مقدورٌ عليه.
غياب الشفافية مقدورٌ عليه.
ثقتي في قدرة المجلس على تلافي هذه الشروط، رهين بمعيارية الثقة بالنفس والاعتراف بوجود حكومة الظل، ومن ثم محوها من خارطة وأمواه شهادة بحث المجلس.
هذا أو الطوفان.
١طارق تسلم