محمد الطيب كبّور
قطار الدوري الممتاز يشارف على طي المرحلة الثانية، والتاريخ يعيد نفسه بأزمات متكررة ككل المواسم السابقة، وإن كنا نظن “وبعض الظن ليس بإثم” أن هذا الموسم سوف يختلف، ولكن يبدو أن دورينا هذا موعود بالأزمات على الدوام، بعد عجز شركة كابيتل بلو الراعية الدوري عن الإيفاء بالمستحقات المتفق عليها، مما يجعل الأندية في مواجهة بنود صرف عالية، فصناعة كرة القدم مكلفة للغاية والأندية تشكو لطوب الأرض، وهي تعول كثيرًا على عوائد الرعاية والبث، خصوصًا الأندية الغير جماهيرية التي لا تحقق نسب دخل من مبارياتها، لهذا فإن عدم إلتزام شركة كابيتل بلو ببنود العقد، تسبب في الدخول في هذه الازمة التي حرمت الجمهور من متابعة المباريات عبر البث المباشر.
وكابيتل بلو عندما فازت بحقوق الرعاية والبث، كانت تعلم بأنها لن تنقل هذه المباريات بالمجان، لأنها ستستفيد من التسويق عبر التلفزة، وفي حال لم تلتزم الشركة بسداد هذه المستحقات، فحتمًا سيكون قرار الإيقاف هو المعالجة الوحيدة لحين سداد ماعليها من إلتزامات ولاخيار غيره، لأن أوضاع الأندية لا تحتمل تأخر حقوقها، لأنها مواجهة بارتفاع بنود الصرف في إعدادها وترحالها ومعسكراتها وفي سفرها للولايات لاداء مبارياتها، كل هذا بالإضافة لمرتبات الأجهزة الفنية واللاعبين والموظفين والعمال، وعندما يحرمون حتى حقوق البث التي تمثل نقطة في بحر الصرف العالي، سيكون وضعها صعب جدًا في ظل عدم وجود موارد حقيقية لهذه الأندية، سوى بعض الإجتهادات وكرم الأقطاب والمهمومين بهذه الأندية بحكم الإرتباط الوجداني، ونعود مرة أخرى لمربع الظن والذي في بعضه إثم، كنت أظن أن تجارب المواسم السابقة ستوفر مرجعية للانطلاق نحو ثبات واستقرار الدوري الممتاز، بتلفزة متطورة مستمرة دون انقطاع بعد معالجة كافة الإشكالات التي ظلت تعترض النقل التلفزيوني، خصوصًا بعد التعاقد مع شركة أجنبية توسمنا فيها الخير بتقديم تجربة مختلفة، ولكن الفشل لازم عملها منذ انطلاقتها الأولى، حينما دخلت في شراكة مع الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون.
الدوري السوداني الذي يرفد البطولات الإفريقية بأربعة ممثلين، لا يستحق أن يعاني من كل هذا الإهمال من ناحية الرعاية والبث، والدول من حولنا تبث بطولاتها على أكثر من قناة، في ظل تنافس كبير بين القنوات للفوز بحصرية النقل، والجمهور السوداني الذواق يستحق أن ينعم بمتابعة الدوري الممتاز، والنقل التلفزيوني مهم جدًا لتطوير اللعبة ويساعد في انتشارها، ويفرض رقابة على الحكام كما يتيح فرص عظيمة لصقل الكوادر الاعلامية، من محررين ومصورين ومعلقين ومعدين ومخرجين وخبراء ومحللين الذين يتابعون كل المباريات، خصوصًا التي يتعذر عليهم متابعتها من داخل الاستاد.
أكثر وضوحًا
لم تقصر الأندية والاتحاد العام في مد حبل الصبر، ولكن العجز التام من قبل شركة كابيتل بلو في الإيفاء بحقوق الرعاية و البث، هو ما قاد لإصدار قرار فسخ العقد.
نراقب بحسرة قرعة الدور الربع النهائي لدور الأندية الأبطال الإفريقية، بعد خروج مُمَثِّلا السودان من دور المجموعات دون أن يتقدم أحدهما، في تكرار تعودنا عليه في كل موسم.
مازال حراك قروبات المريخ متواصلًا من أجل دعم الزعيم والصفوة، وهي عندما تعزم على أمر من أجل معشوقها فأنها تبدع وتبتكر الأفضل، لأنها بالفعل صفوة جماهير كرة القدم بفكرها الراقي والواعي، ولكن لابد من تقنين هذا الدعم حتى يكون عليه كنترول.
رابطة مشجعي المريخ في جدة شغالة كخلية نحل، وهي في حالة اجتماعات متواصلة منذ لحظة استقبال بعثة المريخ حتى الآن، من أجل تقديم أقصى مساندة ممكنة للزعيم في مباراتيه أمام تشرين السوري يومي 4 و11 أبريل.
مجرد سؤال
متى تنتهي أزمات الدوري الممتاز؟