وسط الرياح

تزوَّير القرار… من يتخلّى عن دوره؟!

عدد الزيارات: 2
ابو بكر 3

أبو بكر الطيب

كارثة في تزوير قرار داخل الاتحاد السوداني ،
الفساد للأسف سلوك معروف وله أشكال متعددة،
لكن الكارثة الحقيقية تبدأ حين يتم ذلك بصمت الشهود،
وبتواطؤ العاجزين،
وباستسلام من يفترض أنهم حماة القرار لا شهود زور عليه.
ما جرى داخل مجلس إدارة الاتحاد السوداني لكرة القدم عند اختيار ممثل الاتحاد في انتخابات اللجنة الأولمبية، لا يمكن اختزاله في صراع أسماء، ولا في خلاف مرشحين، هذه فضيحة ومسؤولية جماعية، يتحملها كل من جلس على مقعد “عضو مجلس” وقَبِل أن يُدار المجلس بدونه.
نعم، الرئيس ونائبه في واجهة الاتهام،
لكن السؤال الأهم:
أين كان بقية الأعضاء؟
وأين وزنهم؟
وأين هيبتهم؟
وأين صوتهم حين كان يجب أن يُسمع؟
لو كان أعضاء المجلس على قدر المسؤولية،
ولو كانت لهم هيبة حقيقية،
ولو كانوا يدركون أن العضوية تكليف لا تشريف،
لما تجرأ أحد كائنًا من كان على مخالفة القانون،
ولا على تزوير إرادة المجلس،
ولا على تمرير قرار مشكوك في شرعيته.
لكن الواقع المؤلم يقول غير ذلك.
الرئيس ونائبه – كما يبدو – يعلمان جيدًا أن أمامهما مجلسًا منزوع المخالب تمامة عدد لأ يهشون ولا ينشون ولا حول لهم ولا قوة أن احسن الرئيس ونائبه احسنوا وان أخطئوا صمتوا وإذا صمتوا تبوموا وإذا تكلموا تلوموا ،
أعضاءً بلا موقف،
أصواتًا بلا أثر،
ووجوهًا حضرت لتُكمّل النصاب لا لتحمي المؤسسة.
حين يتحول المجلس إلى قطيع من المصفقين،
لا يسأل،
لا يعترض،
ولا يطلب محضرًا ولا كشف تصويت،
فمن الطبيعي أن يُصادَر القرار،
وأن يُختزل المجلس في شخصين،
وأن يُدار الاتحاد بمنطق: نقرر… والبقية تُبارك.
وهنا يجب أن يُقال الكلام بوضوح لا لبس فيه:
من جلس في مجلس إدارة،
ورأى التزوير أو شُكِّك أمامه في النتيجة،
وسكت،
أو تواطأ،
أو اختار السلامة،
فهو شريك كامل في الجريمة الأخلاقية، حتى إن لم يوقّع على القرار.
المسؤولية لا تُقاس بعدد الأصوات المعلنة،
وإنما بعدد الأصوات التي دافعت عن حقها في أن تُحصى وتُعلن.
ولذلك، فإن الحديث عن العدالة للأندية،
والإنصاف للاتحادات المحلية،
وحماية المنافسة،
يصبح ضربًا من المستحيل الخطابي،
حين يعجز مجلس الاتحاد نفسه عن حماية أبسط قواعد الشفافية داخله.
كيف نثق في اتحادٍ يُدار بهذه التردي الاخلاقي؟
وكيف نطالبه بالعدل، وهو عاجز عن إدارة تصويت بين أعضائه؟
وكيف ننتظر منه حماية القانون، بينما القانون يُنتهك أمام عينيه دون أن يهتز له جفن؟
إن أخطر ما يواجه الكرة السودانية هو هذا الاتحاد الفاسد
إنه اتحاداً بلا روح،
ومؤسسة تُدار بالخوف،
وتُفرَّغ من مضمونها،
وتُختزل في قرارات فوقية لا تجد من يردعها.
الصمت هنا لن يكون حيادًا،
وإنما خيانة للدور،
وتنازلًا عن المسؤولية،
وتوقيعًا غير مكتوب على كل ما سيأتي بعد ذلك من عبث
.
واهلك العرب قالوا :-

العضو الحق هو من يثور لهدم الفساد، ثم يهدأ لبناء الإتحاد
الفاسد الذي يحب تخريب المجتمع ولا يهتم إلا بنفسه فهو يملك شرا قد يدمر العالم بأكمله

والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..