وسط الرياح

انتصر المنتخب وفضَح الاتحاد

عدد الزيارات: 5

أبو بكر الطيب

يخوض منتخبنا الوطني مباراته الأخيرة في هذه المرحلة،اليوم وهي مباراة لا تُقاس بنتيجتها رغم ما تحمله من دلالاتٍ عميقة.
اليوم، لا يلعب السودان تسعين دقيقة فقط، السودان يلعب اختبار لكرامة، واختبار لصبر، واختبار لقدرة على الانتصار رغم كل ما يُدار ضده خارج المستطيل الأخضر.

وقبل كل شيء، وقبل أن تنطلق صافرة البداية، لا بد أن تُقال الحقيقة كاملة:

هذا المنتخب بلغ ما بلغ رغم اتحاده، لا بفضله.
منتخب أكبر من حسابات اتحاده
لأن في حسابات الاتحاد السوداني،
لم يكن هناك رهان حقيقي على هذا المنتخب.
الدليل واضح:
إعلان دوري،
تجاهل روزنامة،
وعدم اكتراث باحتمالات الاستمرار في المنافسة القارية.
الاتحاد تصرّف وكأن الخروج المبكر أمرٌ محسوم،
وكأن شرف المشاركة يكفي،
وكأن اللاعبين لا يستحقون حتى حق التفاؤل.
لكن الأقدار كان لها رأي آخر.
فوزٌ واحد فقط،
كان كافيًا ليقود المنتخب إلى الأدوار النهائية،
ويُسقِط كل التقديرات ،
ويكشف أن المشكلة لم تكن يومًا في اللاعب،
وإنما في من لا يؤمن به.
اتحاد بلا تخطيط… ينتظر القدر
هنا تنكشف المفارقة المؤلمة.
المنتخب انتصر،
لكن الاتحاد انكشف.
انكشف غياب التخطيط،
وانكشف سوء إدارة الحقوق،
وانكشف ظلم اللاعبين عندما تُركوا بلا حماية إدارية،
ولا إعداد يليق بما يقدّمونه داخل الملعب.
هذا الاتحاد لم يضع قانونًا على مقاس النجاح،
رغم إنه اعتاد تفصيل القرارات على مقاس الخروج المبكر،
وكما يفعل كل مرة حين يهرب من المسؤولية.
نعم،
القدر أنصف المنتخب،
لكن السؤال الذي لا يمكن الهروب منه:
هل سنعتمد على القدر مرةً أخرى؟
أم أن مطلع يناير 2026
سيحمل تغييرًا حقيقيًا في العقلية،
وفي التخطيط،
وفي احترام هذا المنتخب؟

المريخ… حين تصبح الفوضى نهجًا

ومن المنتخب إلى الاتحاد،
نصل إلى المثال التطبيقي الأكثر وضوحًا: المريخ.

قضية تسجيل اللاعب خاطر ليست حادثة معزولة،عن المشهد الإداري الذي يعاني منه الوسط الرياضي السوداني عموماً
هذا المشهد هو مرآة تعكس ذات الفوضى الإدارية،
وذات الاستعجال،
وذات غياب الفحص والتدقيق.
ما حدث في التسجيلات
ليس “مقلبًا” بقدر ما هو خطأ مؤسسي، يؤكد أن الأندية الكبيرة باتت تُدار تحت ضغط المدرج، لا وفق معايير فنية وقانونية واضحة.
وهنا تكتمل الدائرة:

اتحاد بلا تخطيط، منتخب يُقاتل وحده، وأندية تدفع ثمن الفوضى.

وقبل الختام :- كل الادارات الرياضية السودانية تعيش أزمة نتائج وأزمة إدارة شاملة.
والقدر قد يُنقذنا مرة،
لكنه لن يبني لنا كرة قدم.
اليوم سنشجّع المنتخب حتى آخر دقيقة،
لكن غدا
يجب أن نطرح السؤال الحقيقي:
من يستحق أن يدير هذا الحلم؟
﴿إِن يَنصُرْكُمُ ٱللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ﴾
﴿وَمَا ٱلنَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ ٱللَّهِ﴾

  وأهلك العرب قالوا:

عند بناء فريق أو منتخب فأننا نبحث دائمًا عن جمهور يحبون الفوز، وإذا لم نعثر عليه فأننا نبحث عن أناس يكرهون الهزيمة.

 فهل من يستمع ؟؟؟

  والله المستعان

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
XFacebookYoutubeInstagram
error: محمي ..