محمد الطيب كبّور
فرحة كبيرة جدًا انتظمت كل منسوبي نادي تشرين السوري، في استاد الأمير عبد الله الفيصل، عقب صافرة حكم المباراة الإماراتي، وإعلان تأهل تشرين على حساب المريخ، وهي فرحة مستحقة لأنهم حققوا هدفهم من المشاركة في البطولة، وعلى حساب المريخ صاحب الاسم الكبير، الذي يضم في كشفه عددًا من اللاعبين المحترفين، والعائد من مشاركة في كبرى بطولات أندية إفريقيا، ومن مرحلة متقدمة فيها مما يؤكد على أفضلية المريخ وجاهزيته، وعلى المستوى المحلي في الدوري السوداني الممتاز، يحتل المريخ المركز الثاني بفارق نقطتين فقط عن متصدر الدوري، على عكس تشرين السوري الذي يخلوا كشفه من المحترفين، وهو يحتل المركز السادس في دوري بلاده، كما يعيش ذات معاناة المريخ بعدم جاهزية ملعبه في معقله باللاذقية، مما يعني أفضلية كبيرة جدًا للمريخ على الورق، إلا أن لغة الميدان كانت منصفة لمن بذل الجهد، وكان حريصًا على تحقيق هدفه من المشاركة.
المريخ لم يحترم تشرين، هذه حقيقة ذكرها منسوبي نادي تشرين أنفسهم، إذ قال بعضهم في تصريحات بعد التأهل أن مدرب المريخ صرح قبل المباراة كأنه يضمن التأهل، وهنا كانت نقطة التحول التي أعطت لاعبي تشرين دافع إضافي ليتاهلوا على حساب المريخ، وهذا هو سر الفرح الكبير الذي اعترى كل السوريين الذين تواجدوا في ملعب الأمير عبد الله الفيصل، والذين شجعوا العلم السوري واتحدوا من أجل ممثل وطنهم، رغم أن غالبيتهم لا يشجعون تشرين بحسب إفادة عدد منهم.
نكرر دائمًا أن كرة القدم الثابت فيها هو العطاء، وأن كفة أي فريق يرجحها حجم ذلك العطاء، أما قصة الأسماء الكبيرة فلا تغني صاحبها في شيء أبدًا بل تكون أحيانًا خصمًا عليك، في حال تعاملت مع منافسك باستهتار كما حدث للمريخ أمام تشرين، لتقف بعدها أمام الحقيقة ولا تكاد تصدق كما حدث لبعثة المريخ، التي عاشت الصدمة بكل ما تحمل الكلمة من معنى، بعد أن وقع الفريق في فخ استسهال المنافس الذي خصم بدوره من رصيد جاهزية المريخ، وفي المقابل استفاد تشرين من حالة النفخ التي دخل بها المريخ المباراة، ومن يتحدثون عن أن توجيه غالبية النقد لريكاردو، جاء من باب البحث عن شماعة فإنهم يغالطون الواقع، لأن المسألة لا تتعلق بالبحث عن كبش فداء، بقدر ما تتعلق بالإسهام في تصحيح مسار الفريق، واستجابة مجلس إدارة نادي المريخ وإن جاءت متأخرة، وإقالة البرازيلي بعد الخروج الإفريقي والعربي، إلا أنها تعد القرار الصحيح في طريق المعالجة لأن مسيرة المريخ مستمرة، وإن انتهى الموسم الحالي فإن التجهيز لمستقبل الفريق هو الأهم.
أكثر وضوحًا
أكثر أمر مؤلم في خروج المريخ أمام تشرين، هو حسرة جماهير المريخ التي تكبدت المشاق وحضرت بكميات كبيرة، في استاد الأمير عبد الله الفيصل بجدة، وشجعت بقوة وهي تحمل أعلام السودان والمريخ.
كذلك الخذلان الذي منيت به رابطة مشجعي المريخ في جدة، بعد المجهود الكبير الذي قدموه، منذ لحظة استقبال بعثة المريخ صباحًا في مطار الملك عبد العزيز، مرورًا بالتواجد اليومي بفندق راديسون بلو ثم ملاعب التدريب ثم المباراتين.
الأخ الأستاذ أحمد محمد الحاج كذلك، بذل مجهودًا كبيرًا بمساهمته من حر ماله بشراء مئة تذكرة في كل مباراة، وزعها مجانًا على جماهير المريخ التي لم تتمكن من التعامل مع تطبيق مكاني، لمشاكل في الإقامة أو التي جاءت من خارج جدة.
انتهى مشوار ريكاردو ومحترفيه في المريخ رسميًا، ومن هنا يبدأ العلاج الفني بالدراسة المتأنية، قبل التعاقد مع أي مدير فني أجنبي جديد، أما بخصوص المحترفين فلابد من مراعاة الكيف وليس الكم، كفانا من محترفين الكوتة ومحترف ما بصنع فارق بلاش منه.
إنهاء خدمات الجهاز الفني بقيادة ريكاردو والمحترفين البرازيلين، يجب أن يتبعه تصحيح على مستوى إدارة الكرة مع كامل الاحترام للأخ د. سليمان بشير، وهو مؤهل ربما لشغل منصب آخر في المريخ، لكن بكل تأكيد ليس مديرًا للكرة.
مجرّد سؤال
محترف بقعد في الكنبة لزومو شنو؟