الرأي

المريخ بين مطرقة القطاع الرياضي وسندان التدريب

صوفي أبو سمرة

* استنفد المدير الفني المحدود القدرات ريكاردو، كل فرصه للبقاء في المنطقة الفنية للمريخ، وليس لديه ما يشفع له بالاستمرارية.
* فلا يختلف إثنان على فشل البرازيلي، في أن يقدم مردود فني ملموس وبصمة تدريبية واضحة، ليقنع أهل المريخ بالصبر عليه حتى نهاية الموسم، لوجود إجماع من الجماهير والفنيين والمحللين بإنه ذو خبرة متواضعة وعقلية تدريبية عقيمة، وإن بقاؤه ليوم واحد في تدريب المريخ، يعد جريمة ترتكبها إدارة المريخ في حق فريق الكرة، وفي حق جماهير النادي الصابرة.
* من الطبيعي أن تتعالى الأصوات المنادية بإقالة ريكاردو بعد أن خرج المريخ بمعيته من بطولتين في غضون عشرة أيام، وإذا تجاوزنا الخروج الإفريقي الذي ربما كانت تلازمه أسباب تبدو منطقية وظروف معلومة، أحاطت بالفريق لثلاث مواسم خلت وما زالت
ولكن ماذا عن الخروج العربي الذي ليس له مبرر سوى قصور إمكانات البرازيلي، وليس هناك مجال لأدنى مقارنة بين تشرين والمريخ، العائد من منافسة كبري حظي فيها بأداء عدد من المباريات الكبيرة، مع أكبر الأندية الإفريقية ذات الخبرات العالية، ومع هذا خرج المريخ من تمهيدي كأس الملك سلمان، على يد فريق تعاني بلده ويلات حرب التي طال أمدها، كما علمنا بأن مكانة تشرين من آخر مباراة تنافسية أداها في الدوري السوري، قبل أكثر من شهر أمام الفتوة المتأخر عنه في الترتيب، ومع كل هذا تأهل تشرين علي حساب المريخ، متفوقًا عليه نتيجة وأداءً، وصاحب مغادرة المريخ للبطولة العربية من الدور الأول شكل باهت وأداء هزيل، مسح الصورة الجميلة للمريخ عربيّا، مع تواصل الأخطاء الكارثية من اللاعبين ومردود فني لا يشبه بأي حال مكانة وسمعة فريق المريخ، وإذا استمر هذا العقم الهجومي المحير، بعدما عجز رماة المريخ من الوصول لمرمى المنافسؤ وعجزوا في كسر صمود دفاع الفريق السوري، مع عجز كبير في إيجاد حلول فردية أو معالجات تنقذ الوضع من هذا المدير الفني، الذي فقد السيطرة على مجريات أحداث وسير المباراة، ليخرج المريخ خروجًا مذلًا، كان يتوجب أن تتبعه ردة فعل حاسمة وقوية من الإدارة، متمثلة في جلوس القطاع الرياضي مع المدرب، ومساءلته وتحميله كامل المسؤولية، وليس خروجها في اليوم التاني، لتأكد إستمرار المدرب في تدريب الفريق حتي نهاية الموسم، الأمر الذي زاد من حنق وسخط أغلبية جماهير المريخ، والإدارة تغض الطرف عن الفشل الذريع والبائن للبرازيلي ومواطنيه المحترفين، وتصم أذنيها عن الصوت المتعالي للجماهير وهي تطالب بذهاب هذا المدرب قبل أن يدق آخر مسمار في نعش الفريق، وهو يغادر المنافسات واحدة تلو الأخرى، ولم يتبقى له سوى التنافس المحلي الذي أضحى هو الآخر في كف عفريت، مع هذا التقني الفاشل.
من الواضح أن القطاع الرياضي في المريخ، لم يبلغ بعد النضج الإداري الكافي الذي يخوله لإتخاذ القرار الصائب لاختيار مدرب بقامة المريخء ولا الوعي الكافي لإداء إحترافي في المتابعة والمحاسبة، ولا القدرة على جبر الضرر الذي حاق بالفريق، خلال فترة تولي هذا المدرب للادارة الفنية، بل والاعتراف لاحقًا بخطأ إستجلاب مدرب عاطل مجرب محدود القدرات، وتصحيحه للمسار يكون بوقف استمراره، وإقالته من تدريب الفريق، وإعادة النظر في تعيين مدرب وطني لاكمال متبقي الاستحقاق، استحقاق الموسم بقناعة أنه بأي حال من الأحوال، لن يكون هناك ما هو أسوأ من أداء من البرازيلي، فليس عيبًا أن تسئ التقدير وتخطئ في قرار من القرارات وإن كانت مصيريًة، ولكن من الحماقة أن تكابر وتصر على أن تبقي على ذات القرار الكارثي، الذي سيكون له ما بعده من اثار يصعب تلافي سلبياتها، بعد أن خرج المريخ خالي الوفاض من الموسم بأكمله،
والأسوأ من هذا التخبط والعشوائية، الإنفراد في إتخاذ قرار مهم كإقالة مدرب وتعيين آخر، والذي يقابله تعنت ومكايدة من بقية اعضاء المجلس ورفضهم القرار، مع كامل قناعاتهم بفشل ريكاردو وبضرورة التغيير، ثم التعاقد مع مدرب يستطيع إنقاذ الموسم، والحفاظ على ما تبقى من هيبة المريخ، ولكن من المؤسف أن يتم رفض القرار والتعنت فيه، لا لشئ سوى أن هذا المجلس جاء مفتقدًا للإنسجام والتناغم بين جل أعضائه، مما انعكس سلبًا وجليًا في إدائه المرتبك وبعض قرارته المتناقضة، والخلافات الحادة التي تطفو للسطح بين الفينة والأخرى عبر الوسائط ووسائل الإعلام بين الاعضاء، وها هي تصل حد لا يمكن السكوت عليه إثر ما حدث بالأمس من فوضى التصريحات والتراشقات، بعد أن اتخذ رئيس القطاع الرياضي قرارًا منفردًا بإقالة المدرب، وتعيين الكوتش محمد موسى ابن النادي المسنود بالعلم والشهادات والخبرات وحب الشعار، ليجد معارضة من بقية الأعضاء وقد تكون لها ما يبررها في الطريقة التي جاء بها إتخاذ القرار، ولكن ليس لدرجة رفضه بحماقة تصل إلى حد الإتصال بالمهندس محمد موسى وابلاغه برفضهم للقرار، يتبعه قسم معيب من أحدهم على طريقة تجار الجملة بأسواق المحاصيل.
ناسين أو متناسين أن هذا التخبط الإداري والسلوك المرفوض، حول قرار مهم يخص في المقام الأول نادي المريخ هذا الكيان الكبير، وليس أمرًا خاصًا في إدارة واحدة من أملاكهم الشخصية.
الآن وليس لاحقًا، نرجو من رئيس مجلس إدارة نادي المريخ السيد أيمن مبارك أبو جيبين، أن يلم شتات مجلسه ويفرض هيبة المريخ، على كل عضو لا يدرك أنه يمثل النادي الكبير، جاء ليخدم المريخ وفق أدبياته وقيمه المتوارثة، بارادة شعبه الذي وضع فيه الثقة والعشم ليمثله في تسيير أمور النادي، بالطريقة التي تليق بالكيان العظيم، وإن الارتجال والتجريب والمعارك والتصفيات الشخصية لن تكون علي حساب المريخ، الذي يكفيه ما عاني من تشظي وصراعات إدارية خصمت كثيرًا من مكاسبه، وأقعدته عن مواكبة التطور بل أفقدته ما كان يملك من مزايا على مستوى البنية التحتية والخبرات الإدارية المتراكمة والتي ميزته سابقًا عمن سواه، هذه الصراعات التي توقفت به في محطة “محلك سر”، والتي لن يستطيع المريخ تجاوزها إلاَّ تحت ظل إدارة رشيدة، متجردة ومدركة أنها جاءت في وقت صعب واستثنائي، يفرض عليها حتمية أداء احترافي على نحو مؤسسي لا يحتمل التراخي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..