المُدمِّر
د. طارق عوض سعد
أتذكر قبل نشوب الحرب..
حين كانت الخرطوم لا تنام إلا علي رتم صخب البيز وإيقاعات الوتر المردوم منه والتم تم..
وقبل التئام فجر اليوم بالظهيرة إلا وتتحفنا حانات الإعلان مدفوعة الأجر بمسخٍ جديد سيهز الدنيا طربًا ونشيد..
هلموا جميعًا
فنان المستقبل
الواعد قاهر المستحيل
المُدمِّر
السلطان و و و..
غرماء الصالون.. وعلي شات الواتساب
أكرمونا بالمُدمِّر الجديد..
من كلماته وألحانه
أنا جاهز لضخ مئة مليون دولار في خزينة النادي..
أغنية تصلح كلماتها للرقص على نسق هوى الشاعر محمد مفتاح الفيتوري..
في حضرة من أهوى
عبثت بي الأشواق
ورقصت بلا ساق..
قص المُدمِّر أرجل الأمارخة بإهداء عظم وعماد الفريق للأندية الليبية، في مسرحية سمجة الإخراج تارجحت ما بين إعارة موؤدة الأخضر الليموني وبين أضغاث أحلام الراقصين بلا ساق..
عصف المُدمِّر ذهنه فإذا به يتحفنا بأغنيته الجديدة حين حاول مزج تصاوير لغة الضاد..
وهو في خِضَم تدميره
لا استطال قصر بنت عدنان ولا أصاب وجهته، فاستحالت الضاد إلى دال فصارت النقد نقض..
والعجيب أن النابقون من نبق الرقص، لا زالوا في غيِّهم يعمهون في ضلالة أوجس لها قبر سيبويه..
وكزوّار الليل أصبحنا ننتصف الليل لنقرأ أن ثمة مقص لحق برقبة أحدهم..
قصاهم واحد تلو الآخر..
حتى استبان لنا المُدمِّر كالريبورت النافق، الذي لا هدف له “هدفنا ما عندنا هدف”..
الشاهد في الأمر أن سيف العُشَر لا جرح له، بدلالة أن كل اجتراحاته لم تُدمي بيت القصيد، بحيث تهاوى النجم حتى ارتطم بصخر جب السقوط والخروج الإفريقي المُذِل..
هذه بتلك
إن السياسات التي تُدار بها المؤسسات الرياضية، ينبغي أن يكون العطاء فيها حقيق بتلبية أشواق وطموح الجماهير التي ما انفك لهاتها يطلق أغرودة النصر المبين..
إذن
مخاض هذه السياسة ينبغي أن تُقرأ في كتاب المنفذين عيانًا بيانًا..
بمعنى أدق
أعطني مدربًا أعطيك كأسًا من ذهب..
أهدانا المُدمِّر ثالث أغانيه
سوليناس
المدرب المطرود من ستة أندية خلال عام ونصف
المدرب الذي صفع أحد إدارييه..
المدرب الذي كلما ينفث دخان سيجارته، لفح أحد الدرر وسط أدخنة لفافاته المتخثرة أصلًا بنقص ما لم تستوعبه ذهنية ومثالية عقول الأسوياء..
وسط هذا التخبط يحضرني سؤال
أين الأخ الكيماوي؟
ويحضرني أيضًا المثل العربي “كالمستجير من الرمضاء بالنار”..
خفوت تام لهذا الرجل..
لا سرًا تحدث
ولا جهرًا أصاب بذور الحرث..
الآن ولا زال النشيد السوليناسي مستمر فإذا بلزمة تطريبية جديدة قديمة للمُدمِّر..
زامر الحي يطرب..
إبراهومة وما ادراك ما إبراهومة..
إننا يا سادة نادي اسمه المريخ
نار وعشق وتاريخ..
إن ظنّ المدمرون الجدد إن أغمادنا حبلى بالماء البارد فقد خاب ظنهم..
إن كنانة الغاضبين أوعى من احتمال الأذى على كفاف الصبر النافد..
وسترون.