وقعد في تلها
بابكر سلك
*أيها الناس.
*فرق كبير بين النقد والإساءة.
*فالنقد تحليل للأداء وفن وأمانة وعدم ترصد ثم تقييم عقلاني.
*ويكون ذلك لأجل مصلحة عليا عامة وهامة.
*نحنا وأعوذ بالله مننا نحنا.
*نمارس النقد كترصّد، نبحث من خلاله على عيوب الآخر.
*وإن لم نجد.
*نحيل حسناته سيئات بافتراضات قاطعنها من راسنا ده.
*ونثبت معاني ما كانت الجهة التي ننتقدها في حسبانها.
*لا يمكن أن نقوم بعملية نقد علمية وصحيحة ومفيدة ومنتجة، ونحن مكونين لرأي مُسبَق حول الجهة التي نتناولها بالنقد.
*فالناقد يجب أن يقف على أرض الحياد حينما يتناول موضوعًا أو قرارًا أو جهة بالنقد.
*والنقد كعملية تحليلية للأداء أو العمل أو الخدمة، يجب أن يتحلى بالأمانة والنزاهة.
*وهو لا يعني في كل الأحوال إيجاد عيوب العمل أو الأداء أو الخدمة.
*فقد يصل من يقوم بالنقد بعد التحليل العلمي وبحياد.
*قد يصل إلى أن الأداء الذي يتناوله نقدًا هو أداء جيد ويستحق الثناء.
*فالنقد لا يكون دائمًا مُظهرًا للمساوئ.
*فقد يكون مبديًا للمحاسن، ويصل لتقرير يمتدح فيه الأداء أو السلوك أو القرار الذي تناوله.
*إذن العلمية والإلمام بالموضوع المتناول بحيادية وأمانة وبدون مع وضد، هي ركائز النقد الجيد الذي بالضرورة يقدم مقترحات الحلول للإشكالات التي يتناولها، إن كانت هناك إشكالات.
*والنقد بهذا المعنى يختلف عن “نقض” الشعر عند النسوان لتجديد المُشاط.
*ونقض الشعر طبعًا هو نكش للشعر.
*الواحدة المنقوض ليها، تلقاها في شكلها بقت زي شيطان الجرة.
*شعرها واقف صوفة صوفة.
*وشكلها لايطاق.
*المشّاطة فقط هي من تعرف سر الشعر المنقوض.
*هل هو طويل؟
*قصير؟
*ناشف؟
*مضقلم؟
*تامِّنوا سلة وشعر مستعار؟
*نيش نيش.
*ثم تقوم المشّاطة بلفح تلك الحقائق، والتبرع بها كمعلومة محل ما تدخل تمشِّط.
*والنسوان الجايبات ليهن الخبر يفتحن خشومِن للشمار.
*والمشاطة تحكي وتنقض وتنقد شعر فلانة.
*راسها زي ضهر الكلب مزلط كلو.
*تقهقه صاحبتنا وهي ما عارفة إنو راسها تحت عين نفس المشّاطة الجابت ليها شمار شعر آمنة.
*وتنسى أن من قال لك قال فيك.
*للأسف.
*معظم النقد عندنا يتم على طريقة النقض عند المشّاطات.
*وهذا لعمري هو سبب خلافاتنا الكتيرة.
*واختلافاتنا المثيرة.
*والذي هو بدوره نتاج الكيمان.
*سواءً كانت كيمان سياسية أو رياضية أو أي شكل من أشكال الولاء الأعمى والترصُّد.
*أيها الناس.
*أرقى أنواع النقد هو النقد الذاتي.
*يليه النقد الذي يُمارَس بكل مهنيّة واحترام.
*والأروع من ذلك، من يتحمل النقد بروح طيبة وصدرٍ رحب.