السباق نحو الأسوأ!!
د. طارق عوض سعد
النمير ده لو فات المريخ ده بتفرتق حتة حتة..
لكان الكوكب المهول بكل مجرّاته ومداراته والشهب والنيازك، محض قطع غيار في بيت فيض النعم..
لست سوافًا لأشتاط غضبًا على المدمر..
إذن فالحقيقة التي جُبلنا عليها، وطلينا بها جدار صفوتنا، تلزمنا رسمًا ومبدأً أن نكيل الحق ميزانه تبرئة لساحة المدمر..
طيب الكلام ده قالو منو؟
للأسف فأن الأسطرة التي محقت اخضرار سامر المريخ..
لوّثها من نظن أنهم والحكمة شرفتا نيل، لسقيا خضرة القابضين على الرايات البيض ابتغاءً لتذوق متعة نثار الأساطير..
الريس محمد الياس محجوب..
وللعجب إنه ينقض غزله بيده
نعم ينقض لا ينقد..
ينقد ديك بتجهجه باكات هواة التدمير..
النمير في غسق نبؤة السيد ود الياس سيتفرتق المريخ إذا ما رحل..
حتى المدمر فغر فاهه حين سماعه هذه العبارة..
مسح الأسطورة كل مجاهدات البدريين، من غلاظ وشِداد وأوفياء وخلص رؤساء المريخ السابقين، واختزلهم جميعًا في أفياء فيض النعم..
ولعل قافلة البلية لن يعوزها الضحك، حين تلقّى السيد آدم سوداكال كورة الريس ود الياس بصدره، ووضعها على أقصى ركن شباك النعم، حتى احتفلت كل الفيوض المترفة بروعة الهدف رغم إنه خصم عليها..
تخلص السيد آدم سوداكال من بصمة الرئيس الأسوأ، لجهة أن كل الرؤساء في عرف أحد الأساطير، لا يسوون جناح بعوضة من فيض عوام المدمر..
لا أدري
إلى أي حد تتلاقح مقولة
الخرطوم تكتب
والقاهرة تطبع
وبيروت تقرأ..
مع جدلية الحزن الأكبر الذي قضى بتعيين رئيس عدييييل كده بالواتساب..
نظرة على الشات..
فابتسامة في جب الذات..
ثم رئيس حتف أنف المريخاب..
نحت وعصفت الذهن امتثالًا لفضيلة الاستدراك، عسى ولعل أجد للأسطوره عذر ورؤى قد تبدو متعذرة لدي وعصب كل الأمارخة..
وحاة كتاب الدين ما لقيت سبب به يتفرتق المريخ لو المدمر فات..
عادني برغم أجيج الحرب..
عادني الضحك استنادًا على فضيلة شر البلية
وطبعًا أول مرة أعرف المثل وأعيش أناته..
لكأنني بأسوار الناص العسكري عمنا الفريق محمد محمد علي “الضحك في بيت البكاء”..
ومن العبر إن صاحب “قصتنا” أستاذنا الكبير عثمان حسين، حين شعر إن لهاته مش ولا بد وإن آهاته اعتراها الوهن
وإن قصته لم تعد والقياثر صنوان..
واحترامًا لعامل السن وبصمة الزمان والمكان والخرطوم بالليل..
توقف قبل أن يتوفاه الله بنحو تلتاشر سنة من الغناء إكرامًا لمحبيه..
الأساطير الحقّة ستظل حمياء الماضي فيها متجذرة
كالفرع الثابت..
أصله في عمق أفئدة الحواريين..
وفروعه كالقسمات المشرئبة زهوًا في عنق سيد الحدث..