السيد المريخ سلام!!
محمد الطيب كبّور
في الحقيقة، لم أكن مُهيَّأ لمعاودة التحبير في الشأن الرياضي والوطن يعيش هذه المأساة، ومازلت لا أملك ذاك الشغف القديم، وإن كنتُ في شوقٍ دائم لأداء هذه الرسالة، ولكن ما يمر به الوطن حاليًا شكّل حاجزًا منيعًا، يقف بيني وبين التحبير في الرياضة، وفي المعشوق السيد المريخ الذي أتمناه دائمًا بخير، ومن هنا نقول سلام يا مريخ سلام يا زعيم الأندية السودانية سلام، يا صانع الفرح وجالب العز للوطن، ولكن التَخبُّط الذي يمارسه مجلس المريخ، جعل من الصعب الجلوس علي مقاعد المتفرجين على المريخ وهو في حالة ضياع، سنكون مشاركين فيها إذا التزمنا الصمت، وإن كان السبب هو ما تعانيه البلاد في هذه الفترة العصيبة من تاريخنا كسودانين، والتي نتطلع فيها لبناء دولتنا بعد طرد المليشيا التي تمردت وكادت أن تختطف الوطن، وفي سبيل ذلك أشعلت حربًا قذرة استهدفت المواطن في نفسه وماله وعرضه، فصارت معركة الكرامة هي شغلنا الشاغل، نتابع الأحداث وندعوا الله أن يُعجِّل بالنصر المؤزر جيشنا الباسل، ليُعيد تعبيد الطريق الصحيح نحو بناء دولة المواطنة والهوية الجامعة، في سودان واحد مُوحَّد ننبذ فيه الفُرقة ونلعن الشتات، وفي ذات الوقت يجب علينا مُمارسة دورنا الرسالي، فالحياة مستمرة وبحمد الله جيشنا استعاد زمام المبادرة وتحول من الدفاع إلى الهجوم.
لم ولن يغيب السيد المريخ عن حيِّز التفكير، وبحمد الله الآن الوضع بالنسبة لقواتنا الباسلة أفضل بكثير، لذا فإن العودة للتعاطي في الشأن الرياضي باستمرار ونشاط أصبح أمر ضروري وحتمي، بالإضافة إلى أن المساهمة في بناء المريخ بممارسة النقد البنّاء تبصيرًا بمواقع الخلل، وبحثًا عن تجويد العمل في أرض الزعيم الذي وَهِن بكثرة المشاكل المحيطة به، والتي جعلته بلا أنياب وبجسد متهالك أثخنته الجراح.
تم إفراغ المريخ من أفضل لاعبيه، وفي المقابل تم ضم محترفين ينالون رواتب دولارية لكن لا حس لاخبر لهم في الملعب، والنتيجة خروج المريخ من البطولة الإفريقية وعجز عن التواجد في المجموعات، ثم تدهور في روليت الدوري الموريتاني عقب خسارته لمباراة القمة، والتي قدم فيها السيد المريخ ما جعل جماهيره تشفق عليه من ذلك السوء الذي ظهر به، والحمد لله أن تلك المباراة الكارثية انتهت على تلك الثنائية ولم يرتفع فيها معدل الأهداف، لضعف جميع خطوط المريخ الذي حضر لكنه شكّل غيابًا.
أكثر وضوحًا
أكرر دائمًا لا يهم من أنت بقدر ما يُهِم ماذا ستقدم، فالأسماء ليست مهمة بقدر العطاء، وكم من أسماء مغمورة كانت تنتظر الفرصة لكي تقدم ما لديها، وإذا حصرنا الفرص على الأسماء المعروفة فحتمًا سيُظلم الكثيرين، ولكي يكون هذا المفهوم ذا جدوى لابُد من إتاحة الفرص، مع التشديد على وجود مقومات لمنح تلك الفرص.
النمير كنموذج لم يكن معروفًا، وها هو الآن يقدم كتابه وهو متاح للقراءة ومن ثَم التقييم، وسبقه جمال الوالي، والقنصل حازم مصطفى، وأيمن أبو جيبين، وسوداكال، وبعد التجربة كانت الأحكام، والأسماء المذكورة أعلاه منها من حقق نجاحًا كبيرًا، ومنها من فشل في تقديم ما يجعله أنشودة حلوة على شفاه الجماهير، والحكم بعد التجربة حتمًا منصف.
العطاء هو معيار التقييم، ومن يقدم للسيد المريخ يستحق منا كل الدعم والسند، ليواصل رحلة عطائه للوصول إلى محطات النجاح، التي تليق بزعيم وكبير الأندية السودانية، الذي تنتظر جماهيره مواصلته كتابة تاريخ التفوق بحصد المزيد من البطولات.
خسارة مؤلمة لمنتخبنا أمام النيجر لكنها ليست آخر المطاف، فالفرص مازالت متاحة غدًا في ملعب شهداء بنينا، وبإذن الله سيفعلها “صقور الجديان” أمام أنغولا، دون النظر لمباراة النيجر وغانا عملًا بنظرية “البياكل بيده بشبع”، وبناء الحسابات على العطاء أفضل من انتظار المنح.
نُبارك للفخيم نصر الدين الفاضلابي، عودة صحيفة الزعيم للصدور، وهي المحببة إلى نفسي ولي معهم ذكريات كثيرة لا تُنسى، عشناها فيها بالإلفة والمحبة وبروح التعاون بين الزملاء، وتظل من المحطات الخالدة في مشواري في بلاط صاحبة الجلالة.
مجرّد سؤال
كيف يعود المريخ؟؟