خليك واضح

أيُ تاريخ عشناه؟

محمد الطيب كبّور

ماذا سنحكي للأجيال القادمة؟ كيف نوصف ما حدث؟ وهل سنجد عبارات مناسبة؟ أهذا خيال أم كابوس أم ماذا بالضبط؟ لأنه فوق الاحتمال! هل هؤلاء بشر؟ كيف تحولت الخرطوم الآمنة لبيوت أشباح؟ كيف هجر سكانها بيوتهم؟ وامتدت الهجرة للجزيرة الوادعة لدرجة أن بعض القرى أصبحت بلا سكان، لم يرحموا شيخًا هرمًا ولا طفلًا رضيعًا ولا مريضًا عاجزًا ولا امرأة وإن كانت مسنة.
في الخرطوم بمدنها الثلاث أم درمان وبحري والخرطوم، أينما تقع عيناك لا تجد سوى الخراب والدمار، وذات الصورة عاشتها الجزيرة بعد أن فقدت مدينة ود مدني القدرة على الابتسام، وكل شئ فيها أصبح حطام.

إذلالٌ وقهرٌ لايوصف، وما أسوأ قهر الرجال الذي نتعوذ منه في صلاتنا، لأنه قاتل للمروءة والنخوة والعزة والشموخ الذين تربينا عليهم، تكثر القصص وكلها يندى لها الجبين وتجعل الدم يغلي في العروق، والجميع في انتظار لحظة القصاص وإن تأخرت عقارب الساعة، إلا أن الآمال معلقة على تلك الساعة، التي ستكون دواءً لجراح كثيرة علقت بالنفوس، جراء اعتداءات مسّت كرامة الإنسان، وجعلته يدرك تمامًا أن لا شيء يساوي نعمة الأمن والأمان في الوطن، وأنه لا مكان بيننا لهؤلاء الأوباش الجبناء الذين احتموا خلف أسلحتهم وخلف قذارتهم، وامتهنوا الاعتداء على العُزَّل ونهبهم، وممارسة كل أنواع القهر في حقهم.

شهود على العصر نحن، وأي تاريخ عشناه وعايشناه، والله إن كان ما شاهدناه منقولًا لما صدقناه لأنه أقرب إلى الخيال، وجود بشر متجردين من آدميتهم “يكذبون يقتلون ينهبون يغتصبون يمارسون كل الكبائر”، ويتفاخرون بكل هذا بل ويوثقون لجرائمهم هذه والفرحة تعتلي وجوههم القميئة، يصرخون فرحًا قبيحًا بهذه الانتهاكات وهم يرقصون رقصة الموت.
ثم يظهر أمام أجهزة الإعلام من يفوقهم خسة ووضاعة، ليدافع عنهم باختلاق روايات مكذوبة، في محاولة لإخفاء آثار جرائمهم، لكن هيهات فالصورة أوضح من أن تمحوها الأكاذيب، خصوصًا أن التوثيق ليس حكرًا على الآلة الإعلامية التابعة لهم فقط، فمن بين الحطام هناك آلاف القصص والحكاوي، التي تم التوثيق لها وما يزال العرض مستمرًا، وما زال التاريخ يكتب إفادته من أرض الواقع بمداد الدم، ونحن للأسف شهودٌ على العصر.. أسوأ عصر.

نسأل الله أن يثبت أقدام قواتنا المسلحة السودانية والقوات المشتركة والمستنفرين، وكل من يحمل السلاح جمبًا إلى جمب مع قواتنا المسلحة وأن يسدد رميهم، فهم حقًا يقدمون الغالي والنفيس لدحر هولاء الغزاة، وتدمير مشروع الاستيلاء على السودان، وبإذن الله النصر قريب.

مجرد سؤال

المتعاونين بتمشوا وين؟؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..