دوري السوبرمانات
أبو بكر الطيب
بما أن الاتحاد العام يريد استئناف الدوري الممتاز، في ظل الظروف الراهنة والمعلومة للقاصي والداني، وهو دوري سيكون مختلفًا بكل المقاييس عن أي دوري سواه، في شكله وتوقيته وأماكن إقامته، وفي طريقة لعبه وشروط منافسته، وفي مستوى تحكيمه وتدريبه وفي كل ما يتعلق بالدوري، في ظروف مختلفة غير التي كان عليها الدوري فيما مضى.
هل أصدر الاتحاد العام تطمينات للأندية المشاركة، بأن كل ما يعيق قيام هذا الدوري الممتاز موضوعٌ في الاعتبار، وأن كافة سبل نجاح الدوري متوفرة وقيد التنفيذ.
إذا افترضنا أن قيام الدوري الممتاز، فيه إيجابيات ورسالة للعالم الخارجي.
ماذا إذا فشل هذا الدوري، خاصة وأن كل الدلائل والمؤشرات تؤكد حدوث ذلك.
قيام الدوري الممتاز معادلة رقمية بالغة الدقة، فما زال الناس يفتقدون نعمة الأمن والأمان، وما زالت التهديدات مستمرة، والخوف هو رد فعل طبيعي لمواجهة المخاطر، فما هي التحوطات التي سيتبعها الاتحاد العام، لتوفير الطمأنينة والاستقرار للأندية جسديًا ومعنويًا.
بعض الاندية أعلنت موافقتها على المشاركة، وقامت بعملية الإحلال والإبدال، وعلى الصعيد نفسه هناك أندية لم تمكنها ظروف الحرب من هذه العملية والسبب معلوم للجميع، فكيف يقيم الاتحاد دوري لا يتوفر فيه مبدأ المساواة والعدالة بين أنديته، وهو شرط الاتحاد ملزم على العمل به.
كيف يريد الاتحاد العام قيام دوري، من دون أن يشعر الناس بالخوف والتوجس، وهو لم يقدم ما يشفع ويطمئن الناس على نجاحه واستمراره، أم يريد السخرية من الناس حين يعلمهم بأنه لا أحد يشعر بالخوف، عندما تسير الأمور حسب الخطة، حتى لو كانت الأجواء مرعبة.
ما يقدم عليه الاتحاد العام، هو مغامرة في غاية الخطورة، وفيها استفزاز لمشاعر الآخرين، ويعرض الأندية لتحديات أكبر من طاقتها، في ظل ظروف مادية صعبة يعيشها كل الناس.
إن قيام الدوري الممتاز يحتاج إلى توفير الشعور بالأمان للغالبية، وإلى تحفيز مادي ومعنوي، وإلى استجابة من المتابعين والمهتمين وهم لا يشعرون بالخطر.
قد نكون في حاجة لقيام الدوري الممتاز، حتى يستمر دعم “فيفا” للاتحاد العام، وبدونه لن يتحقق توفير المال، ولكن هل هذا مبرر كافي لنضحي كل هذه التضحية لنكافئ بها الاتحاد العام.
أخيرًا، على الاتحاد العام تحمل كامل المسؤولية الاجتماعية، تجاه ما سيحدث لأي شخص يتعرض لأي ضرر، بسبب قيام هذا الدوري.
إن نجاح هذا الدوري، يحتاج لسوبرمانات حقيقيين بكل شجاعتهم، كي يستطيعوا تجربة أو على الأقل محاولة قيام هذا الدوري الممتاز.
وأهلك العرب قالوا:
إن إصرار الاتحاد العام على قيام الدوري الممتاز، هو إبقاء للأندية في وضع غير مريح، واختبار لولائها تحت ظروف مقلقة، تدفعها للانسحاب تلقائيًا.
والله المستعان.