الكبير يظل كبير يا مجلس النمير
صوفي أبو سمرة تكتب لـ”الصّفوة”
مع تجدد مواجهات المريخ في الدوري الموريتاني، تتجدد الانتقادات المنددة بالأداء من قبل الأنصار، والغير راضية عن النتائج والظهور الباهت، والمستوى المزعج للفريق الذي لا يسر صديق، وحقيقة أن مشاركات المريخ بالدوري الموريتاني، لا ترتقي لمستوى فريق كبير ورائد كالمريخ، بكل تاريخه ومكانته في البلد بل وفي الأقليم، فلا الأداء ولا النتيجة تشبه مريخ السودان، الذي مهما تراجع ومهما واجه من أزمات فنية وإدارية، لم يصل به الحال في يوم من الأيام، لمثل هذا المستوى المثير للشفقة والتساؤلات.
إن ما يحدث في المريخ جريمة لا تسقطها ظروف البلد الراهنة، ولا أوضاع الناس ولا يتخطاها التاريخ، فما يحدث في أيام العسرة هذه يشكل منحنى تاريخي يدوَّن الآن، ليكون صفحة فارقة في تاريخ كل ما هو سوداني، والمريخ بصفته كبير البلد، سيكتب التاريخ إن فريق المريخ في عام الرمادة السوداني، انهار حتى حافة التلاشي، وإن الإدارة التي تدير شؤون النادي في أيام الحرب، كانت تمامًا تشبه إسقاطات وتداعيات الحرب، على كل مؤسسات وأعيان البلاد.
فالفريق يشارك بمكرمة من الاتحاد الموريتاني في الدوري هناك، ولكنها مشاركة خصمت من مكانة وسمعة المريخ الكثير، والذي يظهر من لقاء إلى آخر بمظهر بائس وضعيف، فإما أن يخرج منتصرًا بشق الأنفس أو متعادلًا “بكرامة البليلة”، في دوري أقل بكثير من الدوري السوداني، وهو من الدوريات الضعيفة في القارة “مع خالص تقديرنا وشكرنا على استضافتهم الكريمة”.
فالمريخ الذي يخرج بأداء مهزوز، وتعادل أمام فريق نواكشوط كينغس، ماذا كان سيفعل بهذا المستوى الهزيل أمام الأهلي شندي، أو الأمل عطبرة، أو الوادي نيالا، أو هلال الساحل، أو الشرطة القضارف على سبيل المثال، وهي فرق في الدوري السوداني، عودتنا أن تقدم مستويات جادة وقوية أمام القمة السودانية، بجانب إمتلاكها لنجوم على مستوى جيد ومواهب مشهود لها بالتميز.
المريخ في الدوري الموريتاني تائه بلا هوية ولا خطة ولا لونيّة.
لا وجود للاعبين يصنعون الفارق، ويشكلون ملامح فريق كبير بإسم المريخ، عدا بعض الأسماء التي تعد على أصابع اليد الواحدة، وتسجيلاته السابقة لم تكن على الوجه المطلوب، ولم تغطي احتياجات الفريق بل كانت وبالًا عليه، حيث لم تستجلب نجوم عليهم القيمة في كل المحاور إذا تجاوزنا حراسة المرمى، وبجانب ذلك فقد الفريق عناصر خبرة ونجوم وصلت مرحلة النضج الكامل، كانت تصنع الفارق في لحظات وتحفظ للفريق هيبته، لاعبين لا غنى عنهم لأي فريق كبير يروم البطولات، ويسعى لصناعة مجده وتاريخه الخاص، ويعمل على المحافظة على سيرته الطيبة.
فقدنا عظم الفريق لأسباب مختلفة، ولم يتم تعويض النجوم المؤثرين الذين ذهبوا، وزد على ذلك مدرب ضعيف القدرات، وفي الغالب لا يدرك قيمة الفريق الذي يدربه، لأنه لا يحرك ساكنًا وكأن الأمر لا يعنيه في شئ، لا يتّبِع تنظيمًا ولا يضع خطة ولا يعتمد تشكيلًا، وإن كان الأمر كذلك فالخطأ خطأ إدارة، وهو لا يقل عن جهل المدرب الذي أتت به، وهو يتخبط منحدرًا من لقاء إلى آخر، ومن السيء إلى الأسوأ في دوري أقل من عادي.
إذا كانت هذه الإدارة الضعيفة يهمها أن لا توصف بالفشل، أو حتى توصم بالتآمر ضد الكيان، عليها الآن وليس لاحقًا أن تتخذ قرارًا شجاعًا، بمعالجة سريعة وناجعة على مستوى المنطقة الفنية كلها، بذهاب الإيطالي وطاقمه والتعاقد مع مدرب وطني، ومهما كان فلن يكون أسوأ من هذا الغريب الغائب الحاضر جيوفاني.
يا مجلس المريخ لا التاريخ ولا أنصار المريخ، سيغفرون لكم ما يحدث في حق المريخ، فمهما قست الظروف وتداعت الأحوال وساءت الأوضاع الكبير يظل كبيرًا، والثابت أن الراسخون ينحنون للعواصف ولا يذهبون معها.
اللهم إنّا استودعناك بلادنا وأهلها وجيشها وكل من يقاتل بجانبه.
اللهم ثبت أقدامهم وسدد رميهم، ووحد كلمتهم وقوّي شوكتهم، وانصرهم على كل معتدٍ أثيم وعميلٍ لئيم، يا قوي يا عزيز يا من بيدك مقاليد السموات والأرض آمين.