الفرق بين الإقالة والاستقالة.. 700 ألف دولار
صوفي أبو سمرة تكتب لـ”الصّفوة”
جاء في الأخبار المتداولة منذ يومين، أن هناك طلب مقدم من مدرب المريخ الإيطالي جيوفاني سوليناس، يطالب فيه مجلس الإدارة بإقالته، وصُنِّف الطلب من قبل المتابعين على إنه طلب “غريب”.
وهو كذلك بالفعل، والغرابة تأتي من كونه طلب إقالة!!
والمنطق يقول طالما وصل الأمر به إلى طلب الإقالة، كان حريًا بسينور سوليناس أن يكتب استقالة ممهورة بتوقيعه، ومفندة لكل أسبابه ويقدمها على طاولة المجلس، وليس طلب إقالة والفرق معلوم وواضح، الاستقالة تتماشى مع رفضه التدخل في صلاحياته كمدير فني للفريق كما يزعم، لا أن يُرغِم المجلس على إقالته، ولكن الفرق بين الإقالة والاستقالة عند حضرة المدرب المتحايل، هو فرق محسوب بحسابات الشرط الجزائي المهول، حيث أتاح المجلس الفرصة للمدرب، ليكتب على بياض الرقم الذي يلوي به ذراع الإدارة متى ما شاء ذلك، ومتى ما ظهر اتجاه في المجلس لمطالبته بتحسين الأداء، أو بنتائج جيدة تتناسب مع مكانة فريق المريخ، أما الحديث عن إنهاء العقد فلا أظنه حديث ستتطرق له الإدارة في يوم من الأيام، وهي تنتهج سياسة الصبر على الجهاز الفني، مهما كان المردود الفني على الفريق.
وأي مجلس إدارة يوقع مع مدرب عقد، ويترك له حرية اشتراط أي مبلغ كشرط جزائي تعجيزي، هو مجلس غير محترف وتمهيدي إدارة، ولا يفقه في شؤون إدارة المؤسسات الكبرى شيئًا.
وهذا المدرب الضعيف القدرات العديم الموهبة، يبدو إنه يسترزق من الشرط الجزائي الدولاري الكبير الذي يشترطه على الأندية، وهو يعلم تمامًا أن لا عمار له في هذه الأندية، كلها فترة نصف موسم أو أقل وتتكشف للناس حقيقة المدرب، وضعف إمكاناته الفنية ويغادر من الباب الخلفي، حيث لم نرى في سيرته الذاتية أنه عمّر مع أي نادي تعاقد معه، ومن هنا يتضح لنا جليًا إنه يعيش على ريع الشرط الجزائي، إلى حين التعاقد مع نادي آخر يترأسه مجلس إدارة ناشئ وهزيل، يترك للمدرب حرية مطلقة في عمليتي الإحلال والإبدال، حتى لو جرد الفريق من كل نجومه المؤثرة، مجلس يدّعي سياسة الانضباط والصبر على الجهاز الفني، دون أن يرى منه نتاج يشجع على هذا الصبر.
وخلال الساعات القادمة، وعد المجلس بالنظر في أمر المدرب، وفتح هذا الملف الذي أثار حفيظة الأنصار كثيرًا، فهذه الجماهير الصابرة لا يعنيها شئ سوى نتائج الفريق، ووضع الفريق في أي تنافس يخوضه، ولا تعنيها السياسات الإدارية إلا بالقدر الذي يحقق طموحها وتطلعاتها، في أن ترى فريقها في وضع جيد، قادر على إحراز نتائج مرضية وأداء مقنع.
وحتى سياسة الصبر على الجهاز الفني، وإعطائه كل الصلاحيات الفنية أمر مطلوب، نادت به الجماهير نفسها ورفعته شعارًا، لكن مع المراقبة والمحاسبة والشفافية، ووضع سقف لمطلوبات الموسم كله من تنافس محلي وخارجي، وليس ترك الحبل على الغارب، وترك المدير الفني يتخذ من القرارات ما يضر بالفريق، أكثر مما يعود عليه بالفائدة المرجوة، فمن غير المعقول طاقم أجنبي ومرتبات دولارية وشرط جزائي خرافي، والفريق يخرج من الدور التمهيدي في البطولة الإفريقية، ويحتل مركز لا يليق مع مكانة المريخ في دوري ضعيف، ثم يأتي هذا السوليناس مطالبًا المجلس بالإقالة بدعوى التدخل في تخصصاته وصلاحياته.
الآن مجلس المريخ أمام خيارين، أي منهما يجب إن يسترد للمريخ هيبته ومكانته.
أما أن تُرسم الخطوط العريضة للمدرب، وتحديد سقف المطلوبات من الموسم، مع تحسن ملموس في أداء الفريق، وبالتالي نتائج جيدة وتقدم في روليت الدوري الموريتاني، إلى مراكز تليق بفريق كبير كالمريخ.
أو فليذهب بتقديم استقالته غير مأسوف عليه، وعلى المجلس أن يترك هذا الأمر لرؤية المدير الرياضي المصري، ليقرر ما يراه مناسبًا للمرحلة المقبلة، بعد الجلوس مع المدرب والتباحث في شأن فريق الكرة، والتطرق لكل كبيرة وصغيرة فيما يتعلق بالناحية الفنية بكل شفافية واحترافية، حتى لو استدعى الأمر لتنحّيه وتعيين المدير العام إبراهومة لتولي أمر التدريب، ولن يكون أسوأ من هذا الإيطالي بأي حال من الأحوال.
اللهم إنا نشكوا إليك ضعفنا وقلة حيلتنا، اللهم انصف شعبنا وانصر جيشنا يا قدير.