فراعنة العصر الحديث
أبو بكر الطيب
لا تنتهي محاولة الفراعنة عبر التاريخ، في ترسيخ قواعدهم ومفاهيمهم في وجدان الناس، وتأصيل مصالحهم ومنافعهم، ففي كل مرة تظهر لنا رموز كقارون ووزراء كهامان وتُبّع كسحرة فرعون، ومروجون مؤثرون وإعلاميون بالممارسة فقط، وهؤلاء تجدهم ضد الإصلاح في كل زمان ومكان، ويكونون سيفًا مسلطًا على رقاب المصلحين.
يعملون على إقناع الناس بأن الفرعون هو رجل المرحلة، وإن ما يفعله فيه خيرٌ وإصلاح وهداية، وإنه الطريق الموصل للبطولات وغيره هو طريق الغي والضلال.
فينبري الإعلاميون والسحرة الأفاكون والمنتفعون، بالترويج والمدح والثناء ابتغاء أن يفيض عليهم الفرعون بأمواله ويرضى عنهم.
منتهى الاستخفاف بعقول الناس، والأدهى والأمر هو حمايتهم للأخطاء والدفاع عنها وإجهاض أي مبادرة إصلاحية، إذ يعتبرون كل من يطلب الإصلاح أو ينادي به متّهم بزعزعة الاستقرار، ومع فلان ضد فلان.
إذا لم نتحرر من التبعية والمنافع الشخصية، سيظل الفراعنة وكل من خاض معهم من الخائضين هم أصحاب الغلبة والنفوذ، ولا سبيل مع هؤلاء للنجاة من الغرق.
وأهلك العرب قالوا:
في كل الأحوال يجب تكذيب فرعون، لا تطيلوا السكوت عليه طويلًا، فإن طول الفترة يزيد حجم المشكلة ويزيد من تعقيدها.
والله المستعان.