الدبابيس والكير.. سيان!!
أبو بكر الطيب
العقل والواقع هما منهج الإنسان السوي المتزن، الذي يخالط الناس ويجالسهم ويعاملهم، من خلال منهج وسلوك يراعي فيه القيم والاخلاق، ويترك أثرًا طيبًا في نفوس الآخرين، من معارفه وكل من يتعامل معهم.
أما من يحمل دبابيسه ويتنقل بها بين الناس، كاشفًا بها عوراتهم وهاتكًا بها سِترهم وفاضحًا بها زلاتهم، فلا فرق بينه وبين نافخ الكير الذي يتطاير منه الشرر، فإما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحًا خبيثة.
من المؤسف انحراف بعض الأقلام، واستبدالها بدبابيس تحل محلها وتنحرف بها عن مهمتها وأهدافها، وتتخذ من تلك الدبابيس وسيلة للهتك والفجور والابتزاز، التي يُضل بها الغير فبئس الخذلان.
إن من يمكث في بيئة عشرات السنين محاولًا الانتماء لها، ومع ذلك يفشل في حمل لواءها والتخلق بأخلاقها، رغم كل تلك السنين التي أضاعها في محرابها، لكنه مع ذلك لا يعدو كونه من سقط متاعها، فتلك مصيبة تعد من أكبر المصائب، إذ ينطبق عليه قول الأغنية التي تقول “تواه أنا كل الدروب جرّبتها والسنين العشتها، لا وصلت ليك لا الرجعة تاني عرفتها”.
ومن الجيد أن التاريخ يسجل المواقف والشخوص، وما يتركوه من أثر خالد ليقول التاريخ كلمته.
والعهد الجديد قادم، رغم أنف كل دبوس ومشكك يفتقد المصداقية والمهنية، ويقتات على فتات الموائد مع المتسولين المطبلاتية.
العهد الجديد منهج ومنهاج، يضئ ظلمات الجهل وانهزام الأخلاق، واشباه الإعلاميين لا مجال لهم في العهد الجديد.
وأهلك العرب قالوا:
إن احتكار الحقائق والمعلومات، واختزالها لحامل الدبابيس كحق في مخاطبة المجتمع، كالديك الذي يؤذن في غير مواعيد الصلاة.
والله المستعان.