لمن تقرع الأجراس؟

تموت الصحافة.. عشان خاطرك!!

حسن محمد حمد

¶ لا أرغب في القصاص لذاتي أو لمهنتي ولا حتى للمريخ.. ذلك المارد الأحمر الأشم.. الذي أنزلته عناية السماء متكأً وملاذًا.. وجرعة ماء مثلج يطفئ ظمأ الطيبين الطاهرين البسطاء الأبرار الغلابة.. من أبناء أرض النيلين وموسى والخضر وهارون.. عليهم وعلى سيدنا ونبينا وحبيبنا وشفيعنا محمد رسول الله الخاتم الصلاة والسلام!!

¶ من أجل الحق فقط.. ونزولًا لما تقتضيه الأمانة العلمية لمنهجية النقد..

¶ سنتطرق هنا.. لمرة.. لما ظل يكتبه بعض زملاء.. أصدقاء.. وأحباب في مريخ السودان العظيم.. دفاعًا عن عمر النمير.. بكيفية تهدم قيم الصحافة والإعلام العليا.. وتدمي كبد منهجية النقد.. قبل أن تبصق على وجه طاولة التشريح النقدي.. ومناهج قياس المدارس الصحفية جمعاء!!

¶ الدفاع عن النمير.. ليس بدعًا في الصحافة الرياضية عندنا.. لأن هنالك من يمدح.. البلولة وعطا المنان وسوداكال وبرقو.. فالغاية بكل أسف تبرر الوسيلة.. وطالما ظلت مهنة بلاط صاحبة الجلالة عندنا.. متاحة لكل من هب ودب.. بلا أي ضوابط ولا شروط ولا مؤهلات..
تلك الفضيحة التي تلطخ وجه كل حكوماتنا بالعار.. والتي نسعى لتصحيحها.. حتى تسترد الصحافة مهابتها مثل كل المهن المنضبطة.. كالطب والهندسة والقضاء.. كفاية فوضى وعبث.. وانتحال مهنة وتزوير في تخصصات رسمية!!

¶ مساعي بعض الزملاء لاعتساف حق البعض في نقد قصور عمر النمير وأخطائه.. لا أجد له توصيفًا في القاموس الإعلامي سوى.. العار..

¶ دافع عن عمر النمير كيف شئت.. مستعينًا بكل أكاذيب الدنيا.. واستخدم كل مكياج وباديكير.. ومساحيق كوكب الأرض لرسم أي صورة للبطل حسب أياديه عليك.. هذه ليست جديدة كما أسلفت..

¶ لكن.. أن تنصب نفسك وصيًا و”ألفة”.. على محترفي إعلام وخبراء صحافة بالتخصص.. وأنت من هو أنت.. فهذا الأمر أشبه بأن يفكر حلاق القرية في شرح تركيبة الجلوكوز لمستشار صيدلي.. أو أستاذ زائر في صيدلة جامعة هارفارد.. شفت الصورة مضحكة كيف؟

¶ هذا.. بخلاف أنه حتى في حال التساوي في التخصص.. فإنك تزدري قيم العدالة والمساواة في ممارسة النقد.. الذي تجوّزه لقلمك.. وتصادره من الآخر!!

¶ نبدأ.. من هذه النقطة.. لننبه بعض الذين.. ظنوا أن المريخ.. لا بواكي عليه.. وأن الصحافة كمهنة أصبحت.. مثل السودان لمرتزقة إفريقيا.. رزق هامل “تمرات فوق رأس فكي”..

¶ ليفيق من يهمه الأمر.. لأننا والله ورثنا المريخ من أمة باذخة الفضيلة والشرف والنبل.. وإن حقبة حكم الهمج وتنظيمات الرجرجة والهتّيفة.. ومجموعات “نحو الأمية”.. هي التي أورثتنا مريخًا.. يقبع في مدرجات المتفرجين.. وهلال العليقي.. يبرطع في ملاعب القارة السمراء.. بالطول والعرض.. وجمهور الزعيم يعالج لوعاته.. فيما بعض رفاق هيثم كابو.. يتنعمون بإيجار “خمسة مكاتب” من عقارات المريخ.. بمبلغ ستين ألف جنيه فقط في العام؟

¶ ورغم ذلك.. يستنكر زملاء.. نحترمهم.. أي والله نحترمهم.. أن ننتقد.. هذا المجلس.. العاجز.. الغبي.. الوضيع.. المدمر.. الذي مجرد مساواته بمجلس سوداكال.. يعتبر هدمًا لمبادئ علم مناهج القياس.. ولا داعي لاستدعاء الأرقام.. حتى لا يصاب رجال في مريخية وإخلاص الفضلي.. ودكتور مأمون مختار.. ودكتور عمر عبد الحميد ورفاقه.. بالفالج والصدمة!!

¶ لم ننتقد عمر النمير بعد.. لأن قناعاتنا الثابتة.. لا زالت هي أن مجيئه.. مجرد كابوس مفزع.. زار منام كل مريخي وفي.. في ليلة حالكة بالغة التعاسة.. لكنه سيختفي بمجرد أن نصحو.. لنستعيد تيم الأحلام فورًا.. ونلحق في موقعنا الطبيعي مع الكبار عربيًا وإفريقيًا..

¶ نواصل.. لأن النقد في خطر.. والصحافة في محنة.. والمريخ أصبح “متفرج”.. بدرجة ممتاز جدًا.. على كبار الأندية الإفريقية يتنافسون.. على البطولات.. تلك حقيقة لن تستطيع أقلام صحافة الشارع العريض وكتابات شيلني وأشيلك تغييرها.. ولو تحول أحدهم إلى جان بول سارتر.. أو هيجل أو نيتشة!!

¶ لم ننتقد عمر النمير.. لأننا.. لا زلنا ننتظر.. انقشاع آخر كوابيس هارون الرشيد.. في حقبة مجالس دكانة سعد الله.. التي تصر على قفل مريخ إفريقيا في دائرة تنظيم “نحو الأمية” إلى الأبد!!

آخر الأجراس

¶ عاجل الشفاء لوالدة قطب المريخ الكبير الحاج الأحمر غازي محي الدين “مكسيم”.. التي تتعافى بالقاهرة.. طهور وأجر وكفارة.. يا حاج!!

¶ الوطن ينزف لكنه بحمد الله يتعافى.. بفضل الله ثم تضحيات أبطاله البواسل.. والمريخ الذي حوله بعض الحثالة إلى متفرج جدًا.. يستحق من كل مريخي اعتذارًا رسميًا مسجلًا.. لأننا تأخرنا عليه.. وهو يحتضر في سجون تنظيم “نحو الأمية” لعقود.. لكنه أيضًا سيعود.. مع الوطن.. ولا غرو.. إنه “سودان المريخ”.. نبوءة القبطان الخالدة!!

¶ عفوًا.. الذين يتولون كبر.. إقناع الجماهير.. بالتعايش مع دور “المتفرج” على كبير الأندية الإفريقية.. عليهم أن يقصروا مدادهم على تلميع النمير والتصفيق له فقط.. وهم أحرار في ذلك..

¶ لأن قصة منع أو أداء دور “الألفة” على الآخرين.. دا “شعرًا ما عندهم ليهو رقبة”..

¶ أما نحن.. فإننا والله نحترم حق التعبير.. ولو من منطلق عاطفي أو مصلحي.. ولكن.. نعرف.. “أن من يدلق الماء إلى أعلى ستبتل ملابسه”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..