كل جمعة

حروف مبعثرة.. وأفكار مشتتة!!

حسن زيادة

الكثيرون في جدل ونقاش مستمر، لتحديد أين يكمُن داء المريخ الحقيقي.

إذ يعيش المريخ هذه الأيام أسوأ حالاته من سنوات مضت، وما وصل إليه الحال لم نره منذ خمسين عامًا.

البعض يتهم المجالس المتعاقبة، والبعض الآخر يحمّل المسئولية للإعلام، وآخرين يحمّلون الجماهير ذنب هذا السوء.

والذين يتهمون المجالس لديم حق كبير جدًا، لكن أسباب هذا الفشل بها نسبة وتناسب.

نعم المجالس التي شهدناها تأتي ببرنامج طموح، فتعلّق الجماهير عليها آمال كبيرة، لكن فجأة نُصاب بخيبة أمل، ثم يأتي مجلس آخر بنفس النهج والمنهج والطريقة، كفوران الأندروس في البدايات على غرار “الجديد شديد”، ثم يتبدد بعدها الطموح في الظلام، ويقف الجمهور محتارًا في أمره، لينقسم الإعلام بين هذا وذاك.

والجمهور لا يدرك ما هي أوجب واجباته تجاه المريود، في فصول متشابهة كأنهم على اتفاق.

في اعتقادي الشخصي، يحتاج جمهور المريخ إلى وقفة متروّية مع النفس والتفكير بعمق، لأن داء المريخ هو سبب جوهري في أحداثه واستمراره وتعمقه وتجذره.

حيث أن الجمهور نفسه انقسم إلى كيمان، فضاعت وحدة الصف في المريخ وربما إلى غير رجعة، إذا استمر الحال هكذا.

ولا بد أن يعي ويدرك جمهورنا العظيم دوره المتعاظم، ولا بد أن تعي مجالس الإدارات، أن الاستثمار الحقيقي يكمن في الكادر البشري المريخي، المنتشر في ربوع السودان ودول المهجر، وكذلك على الإعلام المحترف أن يدرك الدور الطليعي الذي يبصر ويرشد إلى ذلك.

الأدوار فيما بين المكونات مشتركة، حسب متطلبات كل فئة بالدور المناط بها.

وللأسف معظم شعب المريخ المثقف الواعي يدرك ذلك، لكنه يعيش دور المتفرج الذي ينثر السلبية ويقتل الهمم.

وهذه الشريحة إذا ما مكثت هكذا، دون الخروج من هذا الثوب، فلن ينصلح الحال أبدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..