الذكاء الاجتماعي!!
أبو بكر الطيب
من الطبيعي أن يختلف الناس في طباعهم وأخلاقهم، فبعض الناس طباعهم مألوفة ومقبولة ومستساغة، وبعض الناس طباعهم منفّرة ومكروهة لا تجد القبول، لذلك نجد أن الذكاء الاجتماعي يلعب دوراً مهماً في التعامل مع الآخرين، فالبشر أصناف وأنواع أو كما يقال “الناس معادن”، بعضها معروف لدينا نستطيع التعامل معه بسهولة ويسر ومن الممكن ترويضه وتشكيله، والبعض الآخر لا نستطيع التعامل معه من أول مرة، وذاك له ثلاثة وجوه الأول أمام الناس، والثاني للمقربين منه، والثالث تتفاجأ به وتكتشفه في المواقف الصعبة وتظهر حقيقته، فالتعامل مع البشر يحتاج إلى مهارات وفن، وأن نحسن من سياسة التعامل مع الناس، بأن نميز بين الناس بعقولنا لا بأعيننا، والقاعدة الذهبية أن نتعامل مع الناس بما نحب أن يعاملونا به، ونحسّن من مهارة العلاقات الاجتماعية لدينا.
في بعض الأحيان، نكون مجبورين على التعامل مع بعض البشر خلال حياتنا اليومية، وحتمًا بعض الأصناف من البشر يتميزون بطباع مختلفة، منهم من يتوافق معنا ومنهم من يختلف، ولكن للأسف هناك بعض الشخصيات التي تصلح لأن تكون موضوع دراسة بل قل دراسات، لما نجده فيها من تصنيفات تستوجب الدراسة والفهم، ولا بد من الوقوف عندها لنجد لها تعريفات تخصها، في علم النفس وعلم الاجتماع وفي كل العلوم، وأن نسميها بمسمياتها التي لم تجد بكل تأكيد حظها عند العلماء لدراستها، لأنها تكونت وتبلورت واحتلت موقعها في المجتمع، وذلك بمساعدة بعض العرابين في المجتمعات، المتخصصين في صناعة الطغاة والأزمات، الذين يطبخونها على نار هادئة ثم يقبضون الثمن، ولأنهم أغلبية فلا أحد يحتج عليهم، وعلينا الاعتراف بذلك والتوقف عن لوم الآخرين، فهم على مر التاريخ يسعون وراء مصالحهم، فينقضّون على الضعيف لتعزيز وجودهم وتقوية كيانهم، ورغم محاربتنا لهم لم تشفع لنا تلك الحرب ولم ترد طموحاتهم وأطماعهم، فماذا بعد؟
وأهلك العرب قالوا:
نحن نؤمن أننا نحن من نصنع الحمقى من ضعفنا وصمتنا عليهم، حيث نترك لهم الفراغات فيتمددون فيها ويستقوون علينا.
إلى متى؟
والله المستعان.