وسط الرياح

مقاصد رياضية

أبو بكر الطيب

على الرغم من أن الرياضة لديها مقاصد وأهداف سامية، يجتمع عليها كل الرياضيين في جميع أنحاء العالم، ويحرصون على ممارستها وتطبيقها، ويحمونها بالقوانين لمنع اختراقها وتلويثها من قبل المفسدين.
إلاّ أن هناك من يسعون دائمًا، إلى تحقيق مصالح شخصية لا علاقة لها بالرياضة، فيعملون على تقويض نزاهتها وإبعادها عن أهدافها السامية ومقاصدها النبيلة.
فصارت الرياضة ملجأً للطامحين المخالفين للقوانين، وغاسلي الأموال غير المشروعة، الذين جاءوا من كل فجٍ عميق، ودخلوا الوسط الرياضي ونشروا فيه فسادهم في جميع دول العالم، وأخذ السودان النصيب الأكبر على جميع المستويات اتحادات وأندية، وتكالب المشتبه بهم من كل حدب وصوب نحو الرياضة، وتكاثروا وتوالدوا وفرّخوا لنا مصائب شوهت جمال الرياضة، وأفرغتها من محتواها ومضمونها، مما يحتم على القائمين على أمرها النظر والتحقق من كل قادم مندفع نحو الرياضة.
يجب التحقق والتدقيق والتحري، من صحائف الوافدين على الوسط الرياضي قبل قبولهم والترحيب بهم، وذلك قبل أن يقع الفأس على الرأس.
إن الوافدين على المجتمع الرياضي بأموالهم، غالبًا ما يجدون في الوسط الرياضي هشاشة، لتقبله كل قادم محمل بالأموال، التي ينثرها ويوزعها عليهم تحت مسميات مختلفة، مستغلًا حاجة البعض وطمع وجهل البعض الآخر، فتمدد نفوذهم وأدخلوا على الرياضة ممارسات ومفاهيم جديدة أفسدت الرياضة كلها، حتى صار من الصعب بل من العسير أن ينصلح حالها تحت سطوة هؤلاء الدخلاء، ما لم تنفجر ثورة حقيقية جادة تهدف إلى إعادة الرياضة إلى طبيعتها المستقلة الشعبية، وإبعاد الخارجين عن القانون منها.

وأهلك العرب قالوا:
نقول للغافلين المنبهرين بأموال الوافدين، أن الحياة دين واجب السداد قد يتأخر ولكن لا بد منه، وما أعمى وأظلم الذي يعطيك ما في جيبه ليأخذ به ما في قلبك، فإياك أن تقبل بالمذلة عيشةً، فالصبر كأسٌ والخنوع كؤوس.
والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..