مانديلا.. صحو الذكرى المنسية
حسن محمد حمد
¶ لم يكن أحد.. عاقل.. راشد.. مسئول.. يحمل شهادة الجنسية السودانية بالميلاد.. يمكن أن يفكر.. بالفوز.. بإحدى بطولتي القارة السمراء.. ماما أفريكا.. من نادي أو حتى منتخب سوداني.. ولا حتى في أحلام.. حشاش.. أو مدمن..
¶ كانت كل الكؤوس تطير طواعية وبمحض اختيارها.. لترتمي في أحضان ودواليب أندية غرب وشمال إفريقيا.. وكانت إيست أند سنترال أفريكا.. مجرد أندية هامش تستدعى للتنافس.. لمنح المنافسة شرعية جغرافية سياسية.. لا أكثر..
¶ إلى أن شاء الله تعالى أن وصل الإمبراطور الأحمر الفذ.. ود الناس والقبايل.. عبد الحميد حجوج.. ونجح في الوصول إلى سُدة الإدارة.. ليبدأ في وضع بصمات إداري حقيقي.. يشبه الأحمر كبير البلد.. وقطعًا.. عندما يكون مثل السمح عبد الحميد حجوج.. عنوانًا.. تاني الجاي مضمون.. فالجواب يكفيك عنوانه..
¶ لذا.. لم يكن قرار الأستاذ علي شمّو.. وزير الإعلام.. بقطع إرسال التلفزيون الوطني الرسمي.. لإعلان فوز أول فريق سوداني بإحدى بطولتي القارة الإفريقية.. مفاجئًا بصورة جنونية.. رغم كل مظاهر الفرحة الهستيرية التي ضربت كل السودانيين.. في كل المهاجر والمدن والأرياف والبوادي..
¶ كان حدثًا تاريخيًا.. وإنجازًا فذًا.. يشبه الأحمر كبير البلد.. ويتسق مع القدرات الإدارية الفذة لمجلس حجوج وصحبه.. ونجوم في ثقل بريمة وكمال وجمال وسكسك وباكمبا.. ودحدوح مارادونا إفريقيا.. بجانب الألماني الداهية رودر والوطني المؤكدم مازدا وحاج زيدان.. وآخرين..
¶ مانديلا..
لعلم البعض.. أنصاف الأميين من كتاب الهلال.. وبعض أشباههم من منسوبي الأحمر.. ليست ثمة صلة ولا علاقة بين.. كأس الكؤوس.. والكونفدرالية على الإطلاق.. والجهل والأمية والحسد وكره المريخ.. فقط تجعل هؤلاء.. يفسدون الوعي العام بغبائهم المريع..
¶ “كاف” كان ينظم منافستين.. متساويتين.. ليس فيها دور ترضية.. ولا يحزنون.. واحدة بمسمى “بطولة الأندية الإفريقية أبطال الدوري”.. وواحدة “بطولة الأندية الإفريقية أبطال الكؤوس”.. ومانديلا كان تخليدًا من “كاف” لاسم أعظم رموز النضال الإفريقي ضد الاستعمار..
¶ كنت قد تحدثت مع الأستاذ المعلق الإماراتي الشهير علي سعيد الكعبي عن هذه النقطة.. وكذلك مع الزميل التونسي الفذ عصام الشوالي.. ووجدت الشوالي واعيًا بتلك الحقيقة ومدركًا لها.. ولو راجعتم تطرقه لها… فهو يصر دائمًا على التسمية الحقيقية لها.. “مانديلا.. كأس الكؤوس الإفريقية للأندية أبطال الكؤوس”.. التي يحمل اهلي القرن.. رقمها القياسي!!
¶ فالمريخ رسميًا.. بطل “إفريقيا للأندية أبطال الكؤوس”.. للعام 1989.. التي كانت تتساوى مع بطولة “إفريقيا للأندية أبطال الدوري”..
¶ عفوًا..
ضيق المساحة.. وضيق النفس التي.. تزداد كآبة.. وإحباطًا.. وتردّيًا.. وحسرة.. عندما تقارن بين.. حجوج وصحبه.. والإخوة النمير وجماعته.. ووالله أيام يا زمان!!
هام جدًا..
¶ هل يعلم الذين يبتزون شعب المريخ.. بتكرار “لو فات النمير المريخ بيتفرتق”.. إن المريخ اتفرتق واتشلع تمامًا.. الآن..
¶ ولا نستبعد أن يجهل هؤلاء.. أنه.. لو أنهم وضعوا مصلحة المريخ.. قبل أطماعهم الذاتية الوقحة.. ولم يفرضوا عمر هذا على اسم المريخ الكبير.. لكان رفاق كرشوم والمصطفى وخميس ونوح وضياء والصاوي والتش.. وتيري.. والرشيد.. يتصدرون مجموعتهم.. كما يتصدرون الآن.. المنافسات الثلاث التي يشاركون فيها بشعار المنتخب..
¶ كأس العالم.. نهائيات “كان” موروكو 2025.. إقصائيات “شان”..
¶ الجاهل يمكن أن يقول ليك.. السنوات القبلها عملوا.. شنو؟؟
¶ تضحك على جهله قبل أن ترجعه إلى أبجديات صناعة الفِرق.. التي تحتاج إلى فترات زمنية للوصول إلى ذروة النضج..
¶ والدليل.. أنهم لم يتصدروا مع المنتخب.. إلا هذه الحقبة.. لأنهم نضجوا الآن!!
¶ وسجم البعرف مع الما بعرف.. ودي مشكلة البلد دي.. والمريخ لأنه سيد البلد دي!!