وسط الرياح

فإذا وقفت أمام حسنك صامتًا.. فالصمت في حرم الجمال جمال

أبو بكر الطيب

يسوقنا الحديث للإبحار في علمٍ من علوم الفن والجمال، وإظهار ما كان خافيًا على الكثيرين عن صاحبة الإلهام، التي انفردت دون غيرها بخاصية الصوت المميز، الذي أجبر الشاعر المرهف محمد يوسف موسى، على التعبير عن هذه الواقعة الإبداعية تعبيرًا يعكس مهاراته الشعرية، وكتابة أجود العبارات الجمالية، ذات الجودة العالية والمعطيات الدقيقة، التي تجمع بين القلب والعقل والعاطفة والمنطق بين الحب والعشق، مما جعل الشاعر يعبر باطراد عن النمو الجمالي المستمر، الذي يجعل الإحساس متجددًا، بحيث لا يستطيع علم الجمال تحديد قاعدة، يمكن تطبيقها على هذا الصوت المتفرد.

اليوم نُميط اللثام حول صاحبة هذا الصوت الأثيري، الذي كان يحيط بها لينقشع الظلام الذي يكتنفها، فمن هي إذن صاحبة هذا الصوت؟ هي الأستاذة الإعلامية عوالي عطا محمد سليمان، صاحبة الموهبة الفنية الساحرة، التي سارت بخطىً واثقة ومتقدمة، لكن لم يتمكن معاصريها من إلقاء الضوء على امكانياتها الفنية والأكاديمية، لإظهار موهبتها والتعرف على شخصيتها عن قرب، والتعرف على تلك الموهبة الفنية المتميزة عن غيرها.

ومن العبث مقارنة الأستاذة عوالي بغيرها، طالما أن لكل صوت مميزاته ومعطياته، حتى لا يطغى صوت على صوت ويطمسه، كما أن الإبداع هو موهبة الفنان القادر على الإتيان بالجديد، الذي لم يسبقه عليه غيره فينفرد بخصائصه المميزة، فتعبّر عن ذاتها بجودة الارتقاء والأداء والمهارة، وهذا لا يتأتى إلاّ إذا كان مسنودًا بثقافة وذوق عالي، وذهنية تساعد على الإبداع، وإرادة توصل صاحبتها لإلهام الشعراء للتعبير عنها.

إذن فصاحبة “يا صوتها لما سرى”، المبدعة عوالي عطا محمد، قد خصها الله بهذه الخاصية وأرادها أن تكون عليها، حيث تجمعت مواهبها كتجمع السحاب، قبل أن يهطل مطرًا غزيراً يسقي الأرض والضرع والزرع، ثم مضت سريعًا قبل أن يسترعي من حولها وجودها وينتبهوا لها.

ألاّ رحم الله الإنسانة المبدعة رحمة واسعة، وأسكنها فسيح جناته، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا.

وأهلك العرب قالوا:
تكون السفن آمنة عندما تكون راسية على الموانئ.
ولكن سفينة عوالي لم تُصنع لذلك فقد انطلقت في البحر مودعة الشواطئ.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..