وسط الرياح

سجلٌ حافلٌ لماردٍ تحت الرماد

أبو بكر الطيب

لقد خلفت الحرب أجواءً مثالية، لتزايد جراحات المارد الأحمر الوهاج، فقد ازدادت أوجاعه وآلامه تحت القصف المزدوج على كل المواقع الهامة للكيان، مما يتطلب اتخاذ تدابير فورية صارمة داخلية وخارجية وجماعية، لتحرير المارد من كبوته والحفاظ على ما تبقى من قدراته وحمايته من الأضرار، التي كادت أن تنهي مسيرته التاريخية.

إن مجتمع “الصّفوة” أمام تحديات كبيرة، في مواجهة التردي ووقف التدهور المريع الذي لحق بالكيان، لإجبار المجلس بالامتثال الكامل لمبدأ التغيير، الذي تنادي به الغالبية من الجماهير.

وباختصار فإن عمليات الإصلاح والترقيع والسمكرة، لتحسين الوضع داخل الكيان لن تجدي نفعًا، وقد ثبت بما لا يدع مجالًا للشك، بأنها أسلوب غير واقعي لا يتناسب مع واقع المريخ وطبيعة مشاكله، المتعلقة بالكادر الإداري والفني والمالي، حيث يحتاج التغيير لتوفير كافة المطلوبات، وما يتصل بها ومن برامج ونظم، وبالأخص تهيئة البيئة المساعدة على إحداث التغيير المنشود.

ومن أهم الخطوات الواجب اتباعها لتحقيق الأهداف المرجوة، هو التغلب على التحديات في مواجهة المنتفعين الجدد والقدامى، الذين أحكموا سيطرتهم وقبضتهم على مجالس الإدارات، وسدوا كل الطرق المؤدية إليها، وهؤلاء هم السبب الرئيسي وراء فشل المجالس، قبل إلقاء اللوم على هذه المجالس وجعلها كبش فداء والإسراع في معاقبتها.

إن مبدأ التغيير هو السبيل الوحيد، للوصول إلى نتائج صحيحة، تعيد للكيان هيبته ويعالج الأضرار التي لحقت به، عن طريق تطبيق قواعد البرامج القائمة على التخطيط والدراسة المبنية على القيم.

إن المبادرات التي تجمع بين الأفراد والكيان وتهدف إلى تطوير القدرات، لن تجد آذانًا صاغية ولن تأتي بنتائج إيجابية، لأنها تعبر من باب الإكراه على تطبيقها والامتثال الطوعي والنزول لرغبات مقدميها، مما يعتبر ضعفًا وتقليلًا كبيرًا لصاحب الفخامة، يشجع الجميع من أوسع الأبواب على تقديم آرائهم ومقترحاتهم، وتبدأ سلسلة من الرغبات والتدخلات، والكل يحاول مكافحة المخالفات والأخطاء.

وأهلك العرب قالوا:
إن الأخلاق هي مسؤولية الجميع، ويجب أن تبدأ من القمة، وتستند بأكبر قدر من الفعالية ومكافحة الفساد وفرض الضوابط وحظر المخاطر.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..