وسط الرياح

نعم السلف وبئس الخلف

أبو بكر الطيب

تعاقب على حكم المريخ منذ التأسيس، في العهد القديم وإلى عهدٍ قريب، الكثير من الرؤساء بإمكانيات مادية متواضعة، والكثير من القياديين الذين تعاقبوا على مجلس إدارته، كانوا في مختلف درجات السلم الوظيفي والاجتماعي، ولم يكن الموقف المادي في يومٍ من الأيام موضع قضية أو انكسار، بل العكس تمامًا هو الصحيح، كان الأمر دائمًا موضع إعزاز واحترام، ودليل على النجاح والإنجاز.

لكن للأسف جاء إلى عالم المريخ، الحاضر الغائب عن الساحة التنافسية والإدارية والفنية، الكثير ممن يدعون الزعامة والرياسة من الدخلاء على الوسط الرياضي، كل مؤهلاتهم التي يعتمدون عليها، هي تلك الدولارات التي تسيدوا بها الموقف بدعمهم في نواحي شتى، وخلطوا عملًا صالحًا بآخر أشد منه قبحًا، ومارسوا كل التناقضات التي أودت بالكيان وباحترامهم في نهاية المطاف.

فاستلموا زمام الأمور وازداد نفوذهم بمرور الزمن، حتى هيمنوا على مركز صناعة القرار لوحدهم، جاعلين من بقية أعضاء المجلس خيال مآته، مستفيدين من ضعف أعضاءه والتخلي عن دورهم المنتخبين من أجله، وكل ذلك بسبب روح الطمع والأنانية والمصالح الشخصية، وخلقوا عداوات داخل المجلس للتكسب والمنفعة الذاتية، وباتوا يعملون بكل طاقتهم لتوجيه المجلس نحو مصالحهم، مما ساهم وساعد على الإسراع بسقوط أي مجلس يعملون من خلاله.

جمهور المريخ اليوم في محنة، وهو يتساءل عن أسباب هذا التخاذل، إذ يقاسون الأمرين قهرًا ووجعًا وآلامًا، لما يتعرض له الكيان من تخاذل، من أشخاص تم تكليفهم بالتحكم في مصير وأهداف النادي بكل ثقة، وائتمنهم على مصير أمة فلم يكن منهم غير التخاذل والضياع.

كثير من الناس يضل طريقه في الحياة، فتذهب به رياح الضلال بعيدًا، أما أن تضل طريقك وتجد نفسك متربعًا على عرش أكبر قمة من القمم، فهذا هو حسن الطالع بعينه، وبدلًا من العمل على الحفاظ على تلك المكانة الرفيعة، بالعمل والتفاني والحفاظ على المكتسبات ومضاعفتها، يتم تدمير ما هو قائم وكائن.

وأهلك العرب قالوا:
لا تمنح ثقتك لمن يغدر ولا يُقدر، ولا تمنح ثقتك لمن يُحترَم
ولا يَحترِم، ولا تمنح ثقتك لمن يرعى ولا يتورع، ولا تمنح ثقتك لمن لا يحفظ الأمانة ويضيعها.
نفتخر برؤساء لنا سلفوا، فنعم الرؤساء وبئس ما خلفوا.
والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..