النّجم الثّاقب

أدواء المريخ

د. طارق عوض سعد

من الأسى بمكان أن تعبر عن أشجانك، وفي رقاق أشواقك يلتاعك السقر المقيت، ثم لا تألوا جهدًا في أن تبكي وتكتب، بحثًا عن رفد الحبيب بمبتغاك وسعادة نجمك الأحمر.

إحساس مرير جدًا وأنت بصدد تشريح أدواء المعشوق، والمؤلم أنك في خضم استدواء أسقام عليلك، يعوزك مشرط مبضع الألم، وأنت في خانة من لا يملك لمن لا يستحق.

يعيش المريخ من زمنٍ غير يسير أسوأ الحقب، وحتى حينما ازدهرت زهرة ما في خضم سوء الحال والمآل تم وأدها، وعاد المريخ المريض إلى غرفة الإنعاش ولا زال.

كلنا شركاء في هذا المصير المجهول الذي صرنا إليه، وهذه من تلك، لا تكمن المشكلة هنا بقدر ما يزيد الأمر تعقيدًا، لكن السؤال هو أين نحن من هكذا مشكل؟ وأين هي الحلول؟

تحديد مبضع الألم والعويل عليه، لن يستمطر السماء ودًا ونسمًا، بل سيزيد من معاناة النجم، ويضخ المزيد من التجاعيد التي مهرها فاقدي الشئ وسراب عطائهم، والأحرى إجمالًا التناصي والتواصي على العقار الناجع الباتع.

ما ساقني إلى هذا الرواق الحزين، إن الجميع قد استوثق من وحل المعاناة العضوض، إذن الركون إلى مرحلة ما بعد العهد البائد إلى عهد جديد، ينبغي أن يمر عبر جراحة موغلة في التضحيات الجسام، إيماءً على تثاقفية “ألم ساعة ولا ألم كل ساعة”.

لكأننا بصدد خلع الضرس المعتق، من بعد تسوس نخر حتى جذوره، وما بين العهدين يكمن عزم الرجال، ما بين العهدين ستظهر مكارم الأخلاق، بحيث كيف سيتسنى للآخر تقبل الآخر عبر مسودتين، تقرأ كلًا منهما كنه الآخر وصولًا.

الأولى هل المريخ الحالي هو المريخ؟

والثانية ماذا بيمينكم؟

كائنًا من كان، مهما تسربل بأشخاص المجلس الحالي لشيء في نفس يعقوب، لن يجرؤ على أن يمنح هذا المجلس صك الرضى، كما أن التجمل بالصمت لا يبدو وجيهًا، فليكن التجمل رافعة عصماء لقراءة دفتر المريخ على مهل، عبر روزنامة على صدر غلافه.

المريخ أولًا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..