وسط الرياح

يا محيرني ومتحير

أبو بكر الطيب

من الأشياء المحيرة التي تحار في فهمها العقول، تلك التناقضات والمواقف العجيبة لدى بعض الشخصيات، التي تحسب مجازيًا على الوسط الرياضي، وتحتل موقعًا مرموقًا يستوجب منها إعمال الفكر والعقل، في كل ما يصدر منها من أقوال أو أفعال.

يحضرني هنا مثال لأحد القادة الإداريين على قمة الهرم الإداري، كنا نحسب من خلال ما كان يقدمه ويبذله من مالٍ وجهود، في سبيل الارتقاء بمستوى العمل الإداري والرياضي، إنه يمتلك ناصية الأخلاق والقيم الرياضية بقليل من الاحترام، مما ساعده من الاستحواذ على موافقة الغالبية له بالتسليم والخضوع، فإذا به يسلك مسلكًا يناقض ما يفعله، بمجرد ما تعلق الأمر بقرار إبعاده عن موقعه وإفساح المجال لغيره.

ما أتحدث عنه هنا، هو تلك المحاولات الرعناء للالتفاف حول النظم والقوانين، بمعاونة بعض السمكرجية ممن يحسبون أنفسهم ينبوع الفهلوة والدهاء، وهم بذلك يرتكبون في حق الرياضة والرياضيين أبشع الجرائم.

لا أدري ما المراد بإعادة رئيس اتحاد، صدر في حقه قرار من المحكمة الإدارية ببطلان مجلسه، وتعيين لجنة تسيير بقرار صادر من نفس المحكمة لم يتم تنفيذه حتى الآن، ومع كل هذا هناك من تسول له نفسه، تأليف مسرحية جديدة تعيد ذات الرئيس إلى موقعه عبر لجنة تسيير من اختيارهم، دون مراعاة قرار المحكمة الصادر الواجب التنفيذ.

هل يعتبر هذا استهتار بالقضاء والقرارات القضائية؟ أم جهل بعاقبة الأفعال الصبيانية؟ أم أن الغاية تبرر الوسيلة؟ والتي هي من طباعنا.

أما الأغرب من الغريب، فهو أن مؤلف المسرحية والسيناريو والمخرج، كلهم كانوا بالأمس القريب ممن يهبّون دفاعًا عن النظم والقوانين وحمايتها، وسبحان الخلقك فينا وخلاك تنقلب علينا.

وأهلك العرب قالوا:
العين تبكي النفع.. والإيد تبكي الدفع.

والله المستعان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: محمي ..