شذرات في دفتر الوطن
د. طارق عوض سعد
الجراح المنوسرة التي سقمت أردية الوطن، وحولته لأرض متعبة بالدماء والعرق والنزوح المستمر، ستخرج بإذن الله من عباءة الابتلاءات وامتحانات الحق عز وجل.
إن الإله غنيٌ بسلطانه ومكرماته، يرزق من يشاء سلامًا، ويذل من يشاء حربًا، وقضائنا وقدرنا أن نحترب ونوغل في أساوات النزوح والفقد والفقر، وكل صروف المعاناة.
وبذات القدر ساق لنا المعبود، أسباب الصبر على المحن والابتلاءات، وأغدقنا جل في علاه بأكثر المحبات ثوابًا ألا وهو رداء الوطنية، بالتفافنا غير المسبوق حول قواتنا المسلحة سيفنا ورمز عزتنا.
من أسبوعان خليا تشهد مدينة بحري حرب ضروس، من قبل قواتنا المسلحة والشرطة والأمن والبراؤون والمستنفرين، تمكنت فيها قواتنا من سحق ما يربو عن الألف نافق، ولا زالت المعارك تترى تباعًا، حتى تحرير آخر شبر من دنس الخونة والمارقين وعربان الشتات.
لماذا بحري؟
تعتبر بحري الجدار الأسمنتي الحاضن لمؤخرة الجنجويد، والباب المشروع أمام انفتاحها نحو الجزيرة ومصفاة الجيلي، ولا يفوت على فطنة دهاقنة الكلية الحربية مثل هكذا نقطة حاكمة في مسار الحرب.
تفتقت ذهنية قواتنا المسلحة بجلاء، حين قررت القيادة هدم الجدار الأسمنتي، وطلاء جدرانه بالبطولات الوطنية قطعًا لطريق الفزع الغوغائي التقليدي.
3 أحجار رمتها قيادتنا في جب ساكن غباء الجنجويد، وهي قطع الإمداد إلى الجزيرة، والقضاء على أكبر معسكراتهم بشرق النيل، وفتح الطريق إلى تحرير العاصمة إجمالًا، ومن هنا نرسل أصدق وأغلى الأمنيات لقواتنا المسلحة في معركة الكرامة، واستعادة أماننا وعزنا ومجدنا المهدور.
بهدف دون مقابل، خسر منتخبنا الصغير أمام المنتخب الجنوب السوداني، معلنًا فشله في الترقي للدور نصف النهائي، شكرًا أبناء معتصم خالد، وكلنا تابعنا الجهود التي بذلت في إعدادكم بدنيًا ونفسيًا وفنيًا، فمحض مشاركتكم والبلاد تعيش ظروفها الكؤود، لا يسعنا معها إلا أن نرفع لكم القبعات إجلالًا واحترامًا.
وفي الختام، أعزي نفسي وجموع الشعب السوداني، في فقدنا الجلل للراحل المقيم د. محجوب صديق، سكرتير نادي المريخ الأسبق، أسأل الله أن يلهمنا وذويه الصبر والسلوان.