موسيماني!
د. طارق عوض سعد
لم نكاد نسلم من غبار وعجاجة أكاديمية المريخ الأسبوع قبل الماضي.. وإذ بنا بالأمس سرًا وجهرًا نتحسس نظاراتنا لكبح جماح الغبار النميري..
موسيماني مرة واحدة كدة..
موسيماني الذي يتقاضى أعلى أجر في القارة يفاوضه مجلس الصامتين!
عجبي!
تفكير سليم ومنهاج يضج بالأمل والطموح.. في طريق إحلال البطولات المحلية بالإقليمية والدولية ربما..
ولكن السؤال.. هل النمير بتواضع حاصل وناتج فيوض النعم.. استطاع أن يخلصنا من هتلر زمانه السيناتور سوليناس؟
سيبك من موضوع الأكاديمية.. ده موضوع حال استتباب أمن المناخ.. ستعود فيه ريا لقديمها دون الحاجة للنمير لكبح جماح الرياح..
ثم هب أن المجلس نجح في التعاقد مع موسيماني.. وتخلص قبله من المعتوه الايطالي.. كم يا ترى قيمة العقد الجزائي لرجل يغازل راتبه رمح المليون دولار؟
هل يعتقد الرجل أن أضغاث تخاريف المئة مليون دولار.. التي أدعى إيداعها خزينة النادي.. ستنطوي حلمًا في حقيقة الوفاء بمستحقات العقد لاحقًا حال لا قدر الله تم فسخ العقد؟
مصيبة المريخ أننا وبعظمة لسانه رزحنا تحت سقر من لا هدف له..
لا يوجد مشروع..
قال رؤية.. نعم رؤية..
هكذا يدار المريخ باحلام اليقظه وقليل من بهار التخدير لجماهيره المغلوب علي امرها ..
من يفكر لهذا الرجل؟ من أوعز له وهو ملك الطواقي أن ثمة كوفية تصلح غطاءً لواحد من أفضل المدربين بالقارة الإفريقية؟
لا غضاضة في أن نفكر بعيدًا.. ولكن بقليل من العمق والتروّي حتى لا تكون العثرة غالية الأثمان..
سقوط الكبار كالمريخ مثلًا يُحدث ارتطامه هزّة لا يقوى هو ومجلسه على احتمالها..
والخاسر الأكبر قطعًا الكيان الأحمر..
قديمًا قيل مد رجليك على قدر لحافك..
خلصنا من المعتوه أولًا.. ثم تدرّج في رؤياك.. فالمريخ الآن عاطل ولا يحتاج لمثل هكذا بوبار..
المدرب المحلي الآن في ظل تواضع إمكانيات المجلس.. وفريق الكرة هو الخيار الأفضل..
صحيح أن الجميع يتعشم في مستقبل زاهر.. وتخطيط سليم ومدرب مقتدر.. وحلم مستحق في تحقيق بطولات قارية..
لكن هذا الكلام في ظل “الرؤية” الحالية.. كمن يحرث في البحر أو يستظل بغربال لامرأة فوق الثمانين عامًا..
الرأي عندي التدرج في إدارة المرحلة..
والتدرج في الرحيل حتى لا تشيعك الجماهير باللعنات.. وتذهب عنك حتى النعم..