عناد الاتحاد العام
أبو بكر الطيب
إن من يعاند ولا يستجيب للنصائح، ولا يستمع إلى صوت العقل والمنطق، هم الذين قال الله تعالى فيهم:
{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَىٰ عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَىٰ سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَىٰ بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ ۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (23)}.
صدق الله العظيم.
وتلك بالطبع عقبة أمام النجاح، ولقد أظهر الاتحاد العام سلوكًا اعتاده دومًا، برفضه الاستماع لآراء العديد من إدارات الأندية، وإصراره على قيام الدوري الممتاز رغم كل المعوقات التي تحول دون قيامه، وهذه نقطة جوهرية تتنافى مع أهلية وديمقراطية النشاط الرياضي، وتُخالف آراء ورغبات الأندية الرياضية المشاركة، في قبول رؤيتهم الخاصة حول مشاركتهم من عدمها.
ومن الغريب والمريب في قرارات الاتحاد العام، كونها لا تخضع لحسابات النجاح والفشل، وردود الأفعال السلبية إنما تعتمد على نظرية الغرور، بأن قراراتها دائمًا هي الأفضل.
إن العواقب السلبية للعناد تُعرِّض قيام الدوري للفشل، وتتسبّب بالدخول في صراع حقيقي مع الأندية التي أعلنت عدم جاهزيتها، وهي من الأندية ذات الثقل المؤثر في نجاح الدوري.
كل حسابات الاتحاد العام، مبنية على قيام الدوري في الموعد المعلن، لكنه يضع اعتبارًا للأسباب الفنية، من ضعف في المستوى، وعدم وجود لاعبين مهيئين، قادرين على الوصول لأماكن تجمع اللاعبين، في الزمان والمكان المحددين، ممن هم مؤهلين لخوض المباريات، والمنافسة بشكل يليق بمستوى الدوري الممتاز.
كما أن عدم وجود مدربين لتحسين الأداء في الظروف الراهنة، بالإضافة إلى الحالة الأمنية وعدم الاستقرار الأمني، بالتأكيد كلها عوامل تؤثر على ضمان استمرار المنافسة، وتؤدي إلى فشلها مما يترتب عليه خسائر مالية فادحة.
على لجنة المنافسات، الاستماع إلى صوت العقل والتغلب على العناد، والحفاظ على المرونة في العلاقات مع الأندية، وتقدير ظروف البلاد، وعدم الدخول في تجارب فاشلة، تزيد من كمية الأخطاء المتراكمة، وذلك بالدخول في حوار بنّاء مع الأندية المُنسحِبة، لإقناعها وتذليل عقباتها، أو قبول أعذارها وتركها لظروفها، وتجنب الصراع معها والضغط عليها بالعقوبات.
وأهلك العرب قالوا:
إن من يعاند ولا يقبل النصيحة، فإنه عاجز عن الوصول إلى الهدف، لأن النصيحة للغافل كالدواء للمريض، كونه لا يفيد حتى يُؤخذ.
والله المستعان.